“الوفاء لإدلب”.. كيف أثمر التضامن المجتمعي أرقاماً قياسية؟

الثورة – ميسون حداد:

نجحت حملة “الوفاء لإدلب” في جمع أكبر مبلغ مالي لدعم أهالي المدينة والمخيمات، وسط حماس شعبي وتكاتف مجتمعي ترافق مع جهود مكثفة وتخطيط دقيق وعمل جماعي.

وللوقوف على أسباب النجاح، التقت “الثورة” مسؤول العلاقات العامة في الحملة فضل العكل، والمسؤول الإعلامي عبد قنطار، للحديث عن مراحل التحضير والتكاتف المجتمعي والتحديات، وأثر حضور السيد الرئيس أحمد الشرع في الحملة.

التجهيزات والاستعدادات

ولفتا إلى أن مرحلة التخطيط الأولى للعلاقات العامة بدأت بالاجتماع مع المحافظ محمد عبد الرحمن، وتم تشكيل لجنة مشتركة ضمّت ممثلين عن المحافظة، وغرفة التجارة والصناعة، ومنظمات المجتمع المدني، والفرق التطوعية، ووزارة الأوقاف، إلى جانب شخصيات من المجتمع، وتم وضع الخطط والتنفيذ.

وشملت الخطط تنظيم اجتماعات موسعة مع الإعلاميين، والمؤثرين، والتجار، والمنظمات، والفرق التطوعية، والوجهاء، إضافة إلى مديري المناطق في المحافظة، وأكد العكل أن الدور الذي لعبته العلاقات العامة كان له أثر كبير في الحشد للحملة، مضيفاً: “كانت الاستراتيجية المعتمدة هي التركيز على المقابلات الشخصية والتواصل المباشر، وبفضل الله تمكنا من تأمين مبلغ كبير قبل انطلاق الحملة من خلال هذه الاجتماعات وعمليات التواصل”.

أما الفريق الإعلامي فقد استنفر كل جهوده للتغطية الإعلامية، يقول عبد، ويوضح: “تعاملنا مع الحدث كأولوية قصوى، من خلال تغطية مباشرة وواسعة النطاق، تسلط الضوء على رمزية المكان وقوة الرسالة”.

ويتابع: إن الاستعدادات الإعلامية بدأت قبل 15 يوماً من انطلاق الحملة، إذ استنفرت مديرية الإعلام في إدلب كامل كوادرها، من بينهم كتّاب المحتوى، المصورون، المصممون، وفريق العلاقات العامة.

وتم وضع خطة تسويقية متكاملة لضمان إيصال رسالة الحملة بفعالية إلى الجمهور المستهدف.

وبيّن قنطار أن العمل الإعلامي تميز بالتشاركية والتعاون الوثيق مع الإعلاميين والصحفيين المحليين في إدلب، وهو ما ساعد على انتشار الحملة ورسائلها على نطاق واسع.

وبالنسبة للدعوات الخاصة لحضور الحملة، فيقول العكل: “تم توجيه الدعوات الرسمية إلى رجال الدولة من الوزراء والمحافظين، ومنظمات المجتمع المدني، ورجال الأعمال والتجار، وصنّاع المحتوى والمؤثرين والإعلاميين، إضافة إلى بعض وجهاء البلد”، كما تم التواصل والحشد والمناصرة للجاليات السورية في مختلف دول العالم.

وأشار العكل إلى أن الجهد كان مشتركاً مع مدير الإعلام، إذ عملوا على أكثر من محور إعلامي وميداني، وتواصلوا مع التجار ورجال الأعمال والمحسنين داخل البلاد وخارجها، وتم تجهيز كل ما يلزم لدعم الحملة وإنجاحها.

حدث مجتمعي

يرى العكل أن الحملة لم تكن مجرد جمع تبرعات، بل كانت حدثاً مجتمعياً فارقاً، فكان لها انعكاس إيجابي كبير جداً على تماسك المجتمع، وقال: “أهلنا في المخيمات بدؤوا بجمع التبرعات البسيطة من أطفالهم الأيتام، وخريجات الجامعة قدّمن ما يملكن من خواتم صغيرة أو أشياء رمزية، وطلاب الجامعات جميعهم اجتمعوا وبدؤوا بجمع مبالغ مالية”.

شملت المبادرة جميع الفئات من الفقراء والأغنياء، كما ساهم بالتبرع إخوة مشاركون من عدة محافظات، من السويداء، وأكراد من عفرين، طرطوس، وحمص، ودرعا، وحماة، ومناطق الشرق، ومن كل المدن السورية تقريباً، وهذا كان له أثر بالغ في تعزيز تماسك المجتمع السوري.

ويتابع عكل حديثه حول النتائج قائلاً: “عملنا ليس سهلاً، وكل طاقاتنا الآن موجهة نحو جمع المبالغ التي تم التبرع بها، وخلال ثلاثة أشهر تقريباً سنلمس نتائج طيبة على أرض الواقع”.

وفي سياق آخر ركز قنطار على دور الإعلام الاجتماعي في الحملة، قائلاً: “برز دور الإعلام في هذه الحملة كجدار صد في وجه خطابات الكراهية والإحباط، من خلال تسليط الضوء على التماسك المجتمعي والتضامن الوطني”.

ويتابع قنطار: إن الحملة عكست روح الوحدة بين أبناء الشعب السوري، إذ شارك فيها مختلف مكونات المجتمع، ما جسّد رسالة أمل وعزيمة في مواجهة التحديات، ولفت إلى أن الإعلام لعب دوراً محورياً وأساسياً في نجاح الحملة، سواء على صعيد الترويج والتسويق أم إنتاج محتوى صحفي متميز ومتنوّع يعكس أهداف الحملة ورسائلها الإنسانية، مؤكداً أن الإعلام كان له الكلمة العليا في إيصال صورة الحدث إلى جمهور واسع محلياً ودولياً.

التحديات والصعوبات

لم تكن الطريق سهلة أمام منظمي الحملة، فقد واجهوا تحديات حقيقية، ويروي العكل عن بعض التحديات والصعوبات التي واجهتهم، فبعضها يتعلق بالوقت والمكان، فبرغم المساحة الواسعة للملعب، اقتصرت الفعالية على أرض الملعب فقط، وتم تجاوز الصعوبات رغم ضيق المكان والوقت والتحديات الأخرى، والسبب الرئيس هو رمزية إدلب وحب الناس لهذا البلد.

أما قنطار فقد اعتبر أن التعاون المؤسسي المنظم ساعد في تجاوز التحديات، كضيق الوقت المخصص للتحضير، وساهم العمل التشاركي والمؤسساتي المنظم، مع التعاون والتنسيق بين مختلف الفرق الإعلامية في تجاوز العقبات الفنية والميدانية، مما مكّن القائمين من تقديم تغطية متكاملة.

حضور السيد الرئيس

أعطى حضور الرئيس الشرع للحملة في إدلب صدى إيجابياً للغاية، ودفعة معنوية كبيرة، إذ تجلّى الوفاء بصورة حقيقية من خلال حضوره يقول العكل.

وأضاف: “لم يتفاجأ أهالي إدلب بوجود السيد الرئيس لأنهم يعلمون يقيناً مدى وفائه لإدلب وأهلها ولسوريا كلها بشكل عام”.. فلكل محافظة مكانة خاصة في قلبه، لكن إدلب لها خصوصية كبيرة، إذ كانت مركز الصراع الأساسي، ومعقل الألم والتهجير، واحتضنت جميع الشرفاء، ولهذا تحمل ذاكرة كبيرة وعميقة في وجدان السوريين جميعاً.

من جانبه رأى قنطار أن اختيار الرئيس الشرع لإدلب ليلقي منها خطابه لم يكن صدفة، بل كان رسالة رمزية بليغة.. فقد عبّر خلال خطابه عن ارتباطه العاطفي بالمدينة، معبراً بقوله: إن الشام هي حبه الكبير، لكن إدلب هي عشقه.

آخر الأخبار
وصول باخرة محمّلة بألفي سيارة إلى مرفأ طرطوس باحث سياسي: "الشروط التعجيزية الإسرائيلية" تُجمّد المفاوضات بين سوريا و"إسرائيل" الربيعة: عودة الاستقرار إلى سوريا أولوية للسعودية هوية سوريا الجديدة قائمة على الحوار واحترام القانون الدولي الفوسفات.. تحديات تنتظر الاستثمار واقع نظافة متردٍ في حي التضامن.. ومجلس البلدة يرد قمة كونكورديا النوعية.. فرص استثمارية وتحولات اقتصادية محافظ السويداء: نجاح خريطة الطريق يعتمد على التزام الجميع بتنفيذها خدمات كبيرة قدمتها مديرية النظافة في حلب جفاف الآبار يؤرّق مزارعي الحمضيات بطرطوس إصلاح اقتصادي مستدام.. 3 خطوات أساسية للنهوض بالاقتصاد التشاركية وليس الشراكة لمنح القطاع العام فرصة للتعافي تخفيض الكلفة ودعم التصدير والأسواق كفيل بإحياء النسيج السوري الحرف اليدوية .. من الأسواق الشعبية إلى التجارة الإلكترونية العيونُ إلى مجلس الشعب.. هل ينقذ الاقتصاد من حالة التبعية والهشاشة؟ ما المطلوب من أعضاء مجلس الشعب الجديد..؟ تحسين الواقع المعيشي.. انطلاق المرحلة الثانية من مشروع تأهيل طريق حلب الجديدة "حملات الوفاء".. عودة الأمل للمتضررين وتعزيز روح التضامن والعمل الجماعي "الوفاء لإدلب".. كيف أثمر التضامن المجتمعي أرقاماً قياسية؟ "الإيكوغراف" لفحص الثروة الحيوانية بحلب