“حملات الوفاء”.. عودة الأمل للمتضررين وتعزيز روح التضامن والعمل الجماعي

الثورة – ميساء العجي:

“الوفاء لإدلب”.. لم تكن مجرد حدث لحظي، بل كانت تجسيداً حقيقياً للتعاون الوطني والإقليمي والدولي، إذ اجتمعت الأيادي من أجل هدف سامٍ واحد.. “إعادة الأمل للأهالي المتضررين، وتعزيز روح التضامن، والعمل الجماعي في مدينة عانت طويلاً من الأزمات”.

فإدلب ليست مجرد محافظة سورية، بل هي قلب الثورة ومركز الانطلاق نحو الحرية والتحرير، والوقوف إلى جانها اليوم يعني دعم الأمل، والحفاظ على تاريخ نضال، وإعادة بناء مستقبل يستحقه أبناؤها.

وحسب المشاركين في الحملة فقد تميزت بتنوع المتبرعين، من رجال أعمال، وبرامج دولية، ووزارات حكومية، إذ بلغ إجمالي التبرعات أكثر من 208 ملايين دولار، وهو رقم يعكس حجم التضامن الكبير، وهذه المساهمات أظهرت حجم التضامن، وأكدت أن العمل المشترك قادر على إحداث فارق حقيقي في حياة الأهالي.

وبينوا أنه لم تقتصر أهمية الحملة على الجانب المادي، بل كان لها أثر نفسي واجتماعي بالغ على الأهالي، إذ أعادت شعور الأمل والطمأنينة للأطفال والنساء وكبار السن، شجعت على تعزيز روح التضامن بين مختلف أطياف المجتمع، إذ ساهم بعض الأهالي في تقديم الطعام والشراب للمتطوعين، وتنظيم أنشطة ترفيهية للأطفال، وتقديم الدعم النفسي لمن فقدوا منازلهم أو أقاربهم.

وفي لحظة مؤثرة خلال الحملة، تقدمت الطفلة مايا لتلقي قصيدة للشاعر السوري الكبير محمد الماغوط، أهدتها مباشرةً إلى السيد الرئيس أحمد الشرع كعربون محبة ووفاء، حملت أبيات القصيدة كلمات صادقة عبّرت فيها عن أملها في مستقبل أفضل لإدلب وأهلها.

قصيدة الطفلة مايا لم تكن مجرد إهداء، بل رسالة قوية من جيل صغير يريد أن يُسمِع صوته، ويذكّر الجميع أن الأطفال هم حملة الأمل الحقيقي، لقد تفاعل الحضور بحرارة مع كلماتها، ورأى الكثيرون في مبادرتها رمزاً لاستمرار الحياة والإبداع حتى في أصعب الظروف.

شهادة المشاركين

هويدا محي الدين- ناشطة حقوقية في فرنسا، أوضحت لـ”لثورة” وجهة نظرها حول الحملات التي تشهدها المحافظات قائلة: “من يُعطي ليراه الناس، لا يُسعف أحداً في الظلام”، مبينة أن ما يحصل من حملات تبرع شيء جميل ويعبر عن التكافل الاجتماعي ويعزز فكرة العطاء.

وشددت على ضرورة أن تكون الحملات شاملة لكل السوريين من دون تفرقة، ومعالجة مرض حب الظهور والبروز وأن الأخلاق والوعي هما ما يحدد شخصياتنا، مؤكدة أن أي خطوات مستقبلية يجب أن تجمع السوريين لا تفرقهم.

رسالة أمل وإصرار

ولفتت إلى أن حملة “الوفاء لإدلب” ليست مجرد حدث عابر، بل شهادة على قدرة السوريين على الاتحاد في مواجهة الصعاب، وتجسيد لقيم العطاء والتضامن، بفضل المتبرعين، وجهود المجتمع المدني، ومشاركة الأطفال والشباب، مؤكدة أن المدينة، منطلق التحرير، قادرة على الوقوف مجدداً.

إدلب اليوم ليست فقط مدينة تحتاج للدعم، بل رمز للإرادة والتحدي، إذ أثبتت الحملة أن العمل الجماعي قادر على صناعة الفرق، وأن أيادي الخير يمكنها بناء مجتمع أكثر تماسكاً وازدهاراً، يليق بتضحيات أهاليها وصمودهم المستمر.

آخر الأخبار
إعزاز تحيي الذكرى السنوية لاستشهاد القائد عبد القادر الصالح  ولي العهد السعودي في واشنطن.. وترامب يخاطب الرئيس الشرع  أنامل سيدات حلب ترسم قصص النجاح   "تجارة ريف دمشق" تسعى لتعزيز تنافسية قطاع الأدوات الكهربائية آليات تسجيل وشروط قبول محدّثة في امتحانات الشهادة الثانوية العامة  سوريا توقّع مذكرة تفاهم مع "اللجنة الدولية" في لاهاي  إجراء غير مسبوق.. "القرض الحسن" مشروع حكومي لدعم وتمويل زراعة القمح ملتقى سوري أردني لتكنولوجيا المعلومات في دمشق الوزير المصطفى يبحث مع السفير السعودي تطوير التعاون الإعلامي اجتماع سوري أردني لبناني مرتقب في عمّان لبحث الربط الكهربائي القطع الجائر للأشجار.. نزيف بيئي يهدد التوازن الطبيعي سوريا على طريق النمو.. مؤشرات واضحة للتعافي الاقتصادي العلاقات السورية – الصينية.. من حرير القوافل إلى دبلوماسية الإعمار بين الرواية الرسمية والسرديات المضللة.. قراءة في زيارة الوزير الشيباني إلى الصين حملات مستمرة لإزالة البسطات في شوارع حلب وفد روسي تركي سوري في الجنوب.. خطوة نحو استقرار حدودي وسحب الذرائع من تل أبيب مدرسة أبي بكر الرازي بحلب تعود لتصنع المستقبل بلا ترخيص .. ضبط 3 صيدليات مخالفة بالقنيطرة المعارض.. جسر لجذب الاستثمارات الأجنبية ومنصة لترويج المنتج الوطني المضادات الحيوية ومخاطر الاستخدام العشوائي لها