الثورة – نيفين أحمد:
في مشهد يعكس حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة منذ أشهر حذرت وزارة الصحة الفلسطينية من “تحديات كارثية” تهدد عمل الطواقم الطبية في ظل النقص الحاد في الأدوية والمستهلكات الطبية، إذ تواصل إسرائيل فرض قيود مشددة على دخول الإمدادات الإنسانية والطبية عبر المعابر المغلقة منذ مارس/ آذار الماضي.
في بيان للوزارة اليوم الثلاثاء نقلته جريدة القدس أنّ استمرار تقويض الاحتلال لوصول المستلزمات الطبية الطارئة يزيد من معاناة المرضى والجرحى ويضع المنظومة الصحية برمتها على حافة الانهيار داعية الجهات الدولية والإغاثية إلى التحرك العاجل لضمان وصول الاحتياجات الطبية ومنع توقف الخدمات الصحية.
لم يقتصر الأمر على منع الإمدادات إذ يتزامن النقص الحالي مع استهداف مباشر للبنية التحتية الصحية في القطاع. ووفق أحدث بيانات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة تعمدت قوات الاحتلال منذ السابع من أكتوبر 2023 قصف أو تدمير 38 مستشفى و96 مركزاً للرعاية الأولية إضافة إلى تدمير 197 سيارة إسعاف ما أدى إلى تقليص قدرة القطاع الصحي على الاستجابة لأدنى المتطلبات.
ومنذ أكثر من ستة أشهر يعيش سكان غزة أوضاعاً صحية مأساوية تتجسد في نفاد أدوية أساسية من مستودعات وزارة الصحة وعدم توفر مستلزمات العمليات الجراحية والعناية المركزة، فضلاً عن التحديات المتفاقمة أمام مرضى السرطان والفشل الكلوي والأطفال المصابين بالأمراض المزمنة.
ومع تعنت الاحتلال في منع دخول المساعدات الطبية والإنسانية تؤكد وزارة الصحة أنّ المرضى في غزة يدفعون الثمن الأكبر وسط غياب أي ضمانات لحماية الحق الأساسي في العلاج في وقت يستمر فيه الصمت الدولي حيال هذه الأزمة.
وتحذر الوزارة من أن القطاع الصحي يقف على حافة الانهيار الكامل إذا لم يتم فتح المعابر فوراً وتسهيل دخول الأدوية والمستلزمات، معتبرة أن إنقاذ حياة آلاف المرضى أصبح مسؤولية إنسانية عاجلة على المجتمع الدولي وأكثر من مرة حذرت مؤسسات حقوقية وصحية دولية من خطر انهيار كامل للنظام الصحي في قطاع غزة جراء ما يتعرض له من اعتداءات وتضييق إسرائيلي.