الثورة – فؤاد الوادي:
أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، أن انتخابات مجلس الشعب اليوم تمثل خطوة مفصلية في تاريخ سوريا، مضيفا أن وحدة سوريا واستقرارها وسلامة أراضيها أمرٌ يمسّ الأمن القومي التركي بشكل مباشر.
وقال فيدان في مقابلة مع قناة “تركيا العربية” اليوم: “إن سوريا موجودة على حدودنا وكل ما يجري وراء حدود تركيا أمر مهم لأمنها القومي، ولذلك فإن وحدة سوريا واستقرارها وسلامة أراضيها أمر يمسّ الأمن القومي التركي بشكل مباشر”، مشدداً على رفض أي تدخلات خارجية في شؤون سوريا الداخلية. وجدد فيدان رفض بلاده وإدانتها للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية والتي قد تفرض وقائع جديدة تهدد بتقسيمها، داعياً إلى حلّ الأوضاع في محافظة السويداء بطريقة إيجابية ومن دون المساس بوحدة سوريا.
وطالب فيدان قوات “قسد” بالتوصل إلى اتفاق مع الحكومة السورية في دمشق، ودعا إلى استبعاد العناصر التي تهدد أمن ووحدة الشعب السوري مثل تنظيم (بي واي دي) وقال: إن سوريا ذات الوحدة الجغرافية الكاملة أمر نحتاج إليه”.
وأضاف وزير الخارجية التركي: “إن القيادة السورية قوية ومصممة على المضي قدماً وباتت تحظى بشرعية دولية كبيرة، حيث خاطب الرئيس أحمد الشرع المجتمع الدولي من منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة لأول مرة كرئيس سوري منذ أكثر من 50 عاماً، وأجرى لقاءات مهمة جداً هناك والتقى الرئيس رجب طيب أردوغان، كما أجرى وزير الخارجية أسعد حسن الشيباني لقاءات مهمة هناك، وسيأتي يوم الأربعاء المقبل إلى تركيا أيضاً”.
واعتبر فيدان أن رفع العقوبات الأمريكية والأوروبية عن سوريا سيساعد على إزالة معوقات التمويل، ويسهم في جذب الاستثمارات وعودة اللاجئين إلى بلدهم، لافتاً إلى أن المساعي الدبلوماسية التركية تتركز على تقديم الدعم الكامل للحكومة السورية في هذا الشأن.
وكان وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، قد قال الأسبوع الماضي خلال تصريحات صحفيّة له من مدينة نيويورك إن الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسلامتها السياسية محل اتفاق بين تركيا والولايات المتحدة الأميركية. وجدد فيدان، في تصريحاته، التأكيد على أهمية استقرار سوريا من الناحية الأمنية والإقليمية، خاصةً في ظل وجود ملايين اللاجئين السوريين خارج بلادهم.
وأضاف أن أنقرة تتابع ما وصفه بـ”التهديدات” المرتبطة بعناصر “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في محاور ثنائية وثلاثية مع الجهات المعنية، مشيرًا إلى أن بلاده مستعدة “لاتخاذ ما يلزم لحماية أمنها القومي”، ومؤكدًا أن هدفها “ألا يشعر أي مجتمع بمن فيهم الأكراد السوريون بأنهم مهددون، بل أن يعيشوا بحرية ومساواة”. وأوضح أن أنقرة تعمل على تحقيق ذلك بالتعاون مع شركائها الإقليميين والدوليين، لافتًا إلى أن جميع مواقفها في هذا الصدد “كانت واضحة وصريحة، وليست من أجل مكاسب سياسية”.
وكان فيدان قد قال في تصريحات لوكالة “الأناضول” في 26 أيلول/سبتمبر الجاري إن “استقرار سوريا لا ينفصل عن استقرار المنطقة”. وأكد أن “وقف الجرائم الإسرائيلية على الأراضي السورية أمر لا يقلّ أهمية عن غزة”، مضيفًا أن “الشعب السوري بحاجة إلى دعم دول الأمم المتحدة، خصوصًا في مرحلة إعادة الإعمار”. وسبق أن أكد فيدان في 12 أيلول/سبتمبر الجاري، خلال مشاركته في مؤتمر استضافه “معهد الشؤون الدولية” (IAI) في روما، أن “استقرار سوريا ضرورة لأمن الإقليم والعالم عمومًا”، محذرًا من أن عدم دعم الحكومة السورية الجديدة قد يحوّل البلاد إلى “مصدر دائم لعدم الاستقرار”. وأوضح أن “مساعدة الحكومة السورية الجديدة ضرورة لإعادة بناء مؤسساتها وتقديم الخدمات الأساسية”، معتبرًا أن استقرار سوريا “أمر حاسم من أجل أمن أوروبا وسلامها”.