الثورة
أبدت وزارة الخارجية الروسية تفاؤلها بمستقبل العملية السياسية في سوريا عقب انتخاب مجلس الشعب الجديد، مؤكدة أن هذه الخطوة تمثل مرحلة مفصلية في مسار بناء مؤسسات الدولة وتعزيز الاستقرار الداخلي.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في مؤتمر صحفي بموسكو، إن روسيا تنظر إلى الانتخابات الأخيرة بوصفها “تعبيراً عن إرادة السوريين ورغبتهم في ترسيخ مؤسساتهم الوطنية بعد سنوات الحرب”، مضيفة أن تشكيل المجلس الجديد” من شأنه أن يطلق ديناميكية سياسية تسهم في بناء نظام حكومي فعّال يلبي تطلعات جميع فئات الشعب السوري”. وشددت زاخاروفا على أن موسكو تأمل أن تكون الدورة البرلمانية الجديدة أكثر تمثيلاً وعدلاً، وأن تسهم في تعزيز الانسجام الوطني وحماية حقوق جميع المواطنين “بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو القومية”، مؤكدة أن الاستقرار في سوريا لن يتحقق إلا من خلال “حوار وطني واسع يحافظ على وحدة البلاد وسيادتها”.
كما عبّرت المسؤولة الروسية عن قلق بلادها من التوترات المتقطعة داخل الأراضي السورية، لكنها أشادت بما وصفته بـ”الإرادة السياسية الجادة لدى القيادة السورية في إنهاء العنف والمضي نحو مصالحة شاملة”، داعية جميع الأطراف إلى الحفاظ على مناخ التهدئة ومنع أي تصعيد جديد.
وشهدت الانتخابات البرلمانية السورية، مشاركة واسعة من أعضاء الهيئات الناخبة البالغ عددهم نحو 14 ألف شخص، حيث تنافس 1578 مرشحاً، بينهم 14 في المئة من النساء، على 140 مقعداً من أصل 210، فيما سيُعيّن الرئيس أحمد الشرع الثلث المتبقي وفق أحكام الإعلان الدستوري الجديد. وكانت هذه الانتخابات أول استحقاق ديمقراطي يُجرى في ظل النظام السياسي الجديد بقيادة الرئيس أحمد الشرع، ما يجعلها الركيزة الأولى لإعادة بناء المؤسسات الدستورية بعد سنوات الحرب والفوضى، فهي تنقل البلاد من مرحلة الشرعية الثورية إلى شرعية دستورية منتخبة تُعبّر عن إرادة الشعب لا عن إرادة الحاكم.