الثورة _ فؤاد مسعد :
تشهد الدورة 47 من مهرجان “سينيميد لدول البحر المتوسط “بمدينة مونبليه في فرنسا، إقامة يوم مُخصّص للسينما السورية الشابة مع المركز الوطني للسينما، وذلك يوم غد الأربعاء، بهدف تكريم إبداع وصمود المخرجين السوريين الشباب، الذين استطاعوا مواصلة عملهم وشغفهم خلال سنوات الحرب، وسعيهم لإعادة هيكلة المشهد السمعي البصري والسينمائي عبر أعمال غاصت إلى عمق الوجع السوري.
لا تقتصر الفعالية على عرض الأفلام، وإنما تضم نشاطاً موازياً يتضمن محاضرة عن “ظهور وهيكلة وتطور سينما المؤلف السورية من عام 1970 إلى يومنا هذا”، وطاولة مستديرة بعنوان “التركيز الفني: نهضة السينما السورية”، وتتناول ظروف وجود السينما السورية وتجددها، واستعراض أفلام أنتجتها خلال الحرب، إضافة لمسيرة المخرجين الناشئين رغم الشدائد، والتوقعات لمستقبل السينما السورية، وطاولة مستديرة ثانية بعنوان “التركيز على الصناعة: نقاط القوة والتحديات التي تواجه السينما السورية اليوم”.
ويُعرض خلال المهرجان الذي يستمر حتى 25 من الشهر الحالي، 16 فيلماً قصيراً و 6 أفلام روائية من سوريا، منها: “المترجم” إخراج أنس خلف وتأليف رنا كزكز، “العودة” سيناريو وإخراج ميار الرومي، “مطاردة الضوء المبهر” إخراج ياسر قصاب، “طعم الإسمنت” إخراج زيد كلثوم.
إضافة إلى فيلم “سوريا الصغيرة” تأليف وإخراج مادالينا روسكا وريم قارصلي، والذي يطرح موضوع اللجوء من خلال شخصيات علقت بين سوريا، التي خرجوا منها هرباً من الموت، وأوروبا التي تبدو وكأنها تحتضنهم أحياناً وتدفعهم عنها حياناً أخرى، وكتبت مخرجته “ريم قارصلي” على صفحته على “انستغرام” مشيرة إلى أن الفيلم استغرق 20 عاماً من التصوير في كل من “سوريا، ألمانيا، تركيا، اليونان، بولندا، المجر، فرنسا، وإسبانيا”، مؤكدة أن بعض مشاهد الفيلم التُقطت بعدسات أشخاص قُتلوا أو فُقدوا.
والفيلم الوثائقي الطويل “ذاكرتي مليئة بالأشباح” للمخرج أنس زواهري، وقد سعى ليُدخل المتلقي ضمن عوالم ذاكرة المكان في مدينة حمص، متلمساً الماضي بأوجاعه الواخزة والحاضر المُنهك، ولكن يبقى الأمل بالمستقبل، وقد جاء أشبه بقصيدة رثاء مثيراً العديد من الأسئلة في فكر المتلقي.