الثورة : فاديا هاشم:

منذ عقود والأغنية الشعبية تحمل في طياتها تفاصيل الحياة اليومية للناس، من أفراحهم البسيطة إلى أحزانهم، ومن الحقول والسهول إلى جلسات السمر على ضوء القمر.هي ليست مجرد كلمات وألحان، بل أرشيف حيّ للذاكرة الجمعية، ومفتاح لفهم التحولات الاجتماعية التي مرّت بها مجتمعاتنا.
ولكن كيف يمكن إحياء هذا التراث في زمن تسوده الموسيقا الرقمية والإيقاعات السريعة؟ المؤلف الموسيقي أحمد رحيم أوضح لصحيفة الثورة قائلاً: “الأغنية الشعبية روح الماضي وريحانه، وهي فن بسيط متداول بين الناس بلغة محكية بعيدة عن التكلّف، وتعدّ نمطاً غنائياً أصيلاً يعبر عن ثقافة المنطقة، ويتميز بخصائص فريدة تعكس البيئة والتقاليد المحلية”. ويشير إلى أنها تشمل العديد من الأغاني، منها “الدلعونة، الهوارة، مسعد يا تنور، لهجر قصرك وأرجع بيت الشعر” وغيرها، موضحاً أنها أغانٍ متداولة عبر الأجيال، وتورث من الآباء والأجداد، وهي مستمرة مثل الحياة، يقول: “ينبغي أن تنتقل بأمانة دون تعديل أو تشويه أو نقصان أو زيادة على اللحن، هي فلكلور جميل لا يحق لنا تبديل اللحن، وينبغي أن يبقى كما هو، كي لا تفقد الأعمال أصالتها”.
وبيّن رحيم أن الأغنية الشعبية تتميز بتنوعها الكبير، فهي تمثل تراثاً غنياً ومتجذراً، كما أن إنتاجها بسيط، ولا تتطلب آلات سيمفونية أو أوركسترا، منوهاً إلى أنه يمكن أن يدخل عليها تطور بسيط في التوزيع دون تشويه اللحن الأساسي لها.
