الثورة – سهيلة اسماعيل:
تغفو بلدة مريمين “٣٥ كم” في الشمال الغربي لمدينة حمص، في حضن جبل أشم أسفل سفح منطقة جبل الحلو، وتشكّل صلة وصل بين محافظتي حمص وحماه وكانت تتبع إداريا لمحافظة حماه، وفي العام ٢٠٠٨ أصبحت تتبع لمحافظة حمص.
تزينها الأشجار الدائمة الخضرة، وتمتاز بهوائها العليل وينابيعها العذبة، ففيها ثلاثة عيون “عين الفوار، عين الزعرورة، عين الشوارير”.

ويحافظ سكانها على العادات الاجتماعية الأصيلة ضمن البلدة، وتربطهم علاقات المحبة والود مع قرى الجوار.
وهناك عدد كبير منهم من حاملي الشهادات الجامعية العليا، بالإضافة إلى عملهم بالزراعة،تجمع مريمين وفق ما ذكر عدد من سكانها بين جمال طبيعتها وغناها بالآثار، حيث تمّ العثور على عدد من المدافن الأثرية في أراضيها، وعلى لقى أثرية تعود للعصرين الروماني والبيزنطي، منها بقايا كنائس وأعمدة عليها كتابات يونانية.
إضافة إلى لوحة فسيفساء كبيرة والمعروفة باسم “لوحة عازفات مريمين” لأنها تمثل مشهداً لنساء يعزفن على آلات موسيقية متنوعة، واللوحة معروضة في متحف مدينة حماه الوطني، كما تمّ اكتشاف لوحة جميلة العام الماضي في منزل أحد السكان حين كان يهتم بترميم منزله.

ذكر مدير مديرية الآثار في حمص “حسام حاميش” في حديثه لصحيفة “الثورة” أن عالم الآثار “رينيه دوسو” قال عنها: “إلى الشرق من المشتى، وعلى بعد حوالي خمس ساعات سيراً على الأقدام، تقع آثار مريمين التي اقترحنا أن نَتَعَرَّف فيها على ماريام القديمة التي ربما ترجع بقدمها إلى الألف الثانية قبل الميلاد إذا ما استطعنا مطابقتها مع اسم مريامون الواردة في النصوص المصرية المتعلقة بمعركة قادش”.
وأضاف حاميش أنه في العهد الفينيقي، كانت هذه المدينة مدينة حدودية للأرواديين، وكانت موقع مراقبة ممتاز سيطر على وادي العاصي من حمص لحماة، وباتت مقر أسقفية في العهد المسيحي، أما سبب تسميتها فورد ذكرها في الوثائق المصرية القديمة باسم “مريامون” كما ورد اسمها باللغة الحثية “مي أمانا”.
يتداول أهل المنطقة قصص شعبية مختلفة حيث كان عابر سبيل يمر بالقرب من إحدى عيون المياه العذبة وأعجب بصبية تدعى مريم وبعد مدة وجيزة أتى فلم يجدها فسأل صديقاتها “مريم أين” ومن السؤال انطلقت تسمية القرية.