الثورة ـ فاتن حبيب :
يُجسد تراث الريف الأصيل عبر مصنوعات يدوية من أعواد القصب والريحان والخيزران وعيدان القمح التي تحكي حكاية الأرض والإنسان.

يحكي محمد أحمد بلول لصحيفة الثورة حكايته مع حرفته التي يُحب قائلاً: “أعمل في هذه المهنة منذ 35 عاماً في قريتي عين شقاق بجبلة، حتى أن اسمي أصبح معروفاً بين الناس، ويقصدني الزائرون والسياح لاقتناء هذه التحف اليدوية البسيطة لجمالها وعراقتها، منهم من يزين بها بيته أو متجره، ومنهم يقدمها كهدايا تذكارية”.
ويشير إلى أنه يذهب مع عائلته منذ ساعات الصباح الباكر إلى النهر لقطف القصب وتقشيره ونقعه، ليبدؤوا بصناعة الحصر والخيم والسلال وغيرها.

يقول: “ننتج بين 15 – 20 قطعة يومياً، ونجمعها لبيعها، فهي مصدر معيشتنا الأساسي بالإضافة إلى زراعة الأرض، والعمل لا ينحصر ضمن العائلة فقط فهناك الكثير من أبناء الريف خاصة في الدالية والقصيبة ومصياف وغيرها ممن يصنعون أطباق القش والفخاريات، منهم من يقوم بإحضارها إلى المشغل ومنهم من لا يستطيع بسبب ظروفه المعيشية فنقوم بإحضارها وبذلك نؤمن فرص عمل وإن كانت بسيطة”.
ويلفت إلى أن هناك طلبيات تصل إلى تأمين مئة أو مئتي قطعة إلى لبنان أو العراق أو مصر، ويختم كلامه قائلاً: “العمل شرف، وهذه المهنة تمثل تاريخنا وحضارتنا وأرضنا وتمكسنا بهويتنا، وتحفظ كرامتنا فهي مصدر دخل لنا وللكثير من العائلات في ريفنا الأصيل”.