الثورة- وسام العلاش:
تختلف تسمية خبز الصاج من منطقة إلى أخرى لكن نكهته المميزة تبقى نفسها، يسميه البعض المرقوق أو الخبز المشروح، وكانت النسوة في البادية وقرى

المنطقة الوسطى يستقبلن صباحاتهن الأولى على وقع الأغاني الشعبية وضحكات الأطفال بينما يتهيأ الصاج الساخن لاحتضان رقائق العجين الرقيقة، في طقوس يومية لا تنسى، نسجت مع الزمن قصة خبز بسيط الشكل عميق المعنى.
يشرح غسان المير من مدينة سلمية سر الحرفة التي أتقنها كما لو أنها امتداد لذاكرة عائلته، حيث يستخدم دقيق القمح ويضيف إليه الماء والملح فقط.
ويشير أن السر ليس بالمكونات بل باليد التي ترق العجين حتى يصبح دائرة واسعة ورقيقة جداً.
تنقل الرقاقات بعد ذلك بعناية إلى أداة تسمى “الكارة” قبل أن تستقر فوق الصاج المعدني الساخن لتتحول خلال ثوان إلى رغيف ذهبي اللون خفيف الملمس تفوح منه رائحة لا تخطئها الذاكرة، ومع تطور الزمن لم تعد هذه المهنة مقتصرة على أهل القرى، وأضيفت إليها حشوات جديدة مثل الجبن والمحمرة.
بين ماض يحكي تراثاً عريقاً وحاضراً يعيد إحياء المهنة بروح شبابية يواصل خبز الصاج رحلته كواحد من الأطباق التي تجمع الناس حول رائحة البساطة ودفء الأصالة ليكون أكثر من مجرد خبز، إنه حكاية حياة كاملة.

