ثورة أون لاين- علي نصر الله: ظهرت الرجعية العربية في سبعينيات القرن الماضي واستمرت الى أواخر الثمانينيات منه ، وبقيت ملتصقة ( كصفة مجسدة في الواقع ) بنظم الحكم في الخليج العربي وخاصة السعودية الى وقت قريب جدا
، وبحكم تطور الأدوات والخدمات وفق المشيئة الأمريكية – الصهيونية ، ومع تطور مستويات أداء الأسر الحاكمة الجاهلة المتخلفة والمستبدة في هذا الاتجاه كان لا بد لها من أن تنتقل الى خانة الخيانة على الرغم من أنها لم تكن يوما بعيدة عنها .
الرجعية العربية التي تجسدت في النظام الخليجي الذي أخضع بعض الدول بالمال النفطي القذر هي المنظومة ذاتها التي تجسد اليوم الخيانة العظمى للأمة وللقضية الفلسطينية ، ولو أمكن لمتابع أن يجري مقارنة بين ما يجري حاليا لجهة ضلوع خلجان الغدر والخيانة في المؤامرة على سورية ، وبين ما جرى بالاتجاه ذاته خلال العقود الثلاثة الماضية لوقع على الحقيقة الكاملة ، ولتلمس التباين فقط بالأسلوب وبمستوى المجاهرة في الوقاحة والخيانة العلنية التي كانت تسمح بها الظروف آنذاك .
لن ندع الآخر يتهمنا باصدار الأحكام على الآخرين انطلاقا مما يتصل بنا مباشرة كسوريين ، ونتحدى هذا الآخر أن يجد تفسيرا يتمتع بأقل من الحدود الدنيا لرضا وقبول أغلبية العرب اختطاف الأعراب جامعة الدول العربية ، أو أن يجد تفسيرا لعدم تخلف كل العرب عن حضور اجتماعات الجامعة المختطفة رغم علمهم ومعرفتهم بمستويات النفاق والكيدية والخيانة السعودية – القطرية ؟!.
ما موجبات هذا الاختطاف ، وما موجبات كل هذه المستويات من الخيانة والتآمر على سورية وما تمثله في الأمة من خط مقاوم لاسرائيل وأميركا ، وهل تتطابق مع ما دفع القوى الخليجية ( مسلوبة الارادة ) في ثمانينيات القرن الماضي الى ضرب الجامعة العربية بتأسيس مجالس للتعاون جمعت آنذاك كل الدول العربية في اطار مجلس التعاون الخليجي – مجلس التعاون المغاربي – مجلس التعاون العربي ، لتبقى سورية ولبنان خارجا في محاولة للعزل والاضعاف لتمكين اسرائيل منهما ؟.
لم تكن تلك الحركات أقل تآمرا وخيانة مما يجري اليوم ، لكن الأحزاب والنخب العربية كانت تصف نظم الحكم الخليجية بالرجعية تخفيفا للواقع الذي كانت تشعر به الشعوب والنخب على السواء ، وربما تكون اللغة السياسية والدبلوماسية المخففة هذه التي درجت عليها الحكومات وقبلتها النخب والأحزاب هي التي جرأت عباءات النفط على تجاوز كل الخطوط الحمراء وصولا الى استقدام ارهابيين من كل أصقاع الأرض وتمويلهم وتسليحهم للنيل من سورية ولبنان بما يمثلان من جبهة وخط قومي عروبي مقاوم في مواجهة الاحتلال الصهيو – أميركي .
بين الرجعية والخيانة أقامت السعودية وأخواتها ، وما زالت ، ويعتقد أنها لن تغادر ما بقيت في أيدي آل سعود ، ولن تبقى طويلا.. ذلك أن الزمن تجاوزها كمملكة ، وكأسرة حاكمة يستبد بها الجهل والخيانة ، وتجاوز الزمن حتى مشغليها في واشنطن ، واسرائيل ، والغرب الذي ربما يبحث في الأثناء عن أدوات وصيغ جديدة لحفظ المصالح الخاصة به .