ثورة أون لاين: لم يعد في الأمر أسرار تحتاج من يكشف عنها، ولا أحجيات تحتاج من يفكك طلاسمها، فالأمر –ومنذ وقت طويل– كان واضحا لا يحتمل التحليل ولا التأويل، ذلك أن الصراع الدائر هو صراع بين جبهتين،
بين محورين، بين قوى التطرف والعدوان من جهة وقوى الحق والعدالة من الجهة الأخرى، ولم يكن الأمر في لحظة من اللحظات صراعاً سياسياً سورياً داخلياً لأن العامل الخارجي كان حاضرا بقوة منذ البداية.
منذ البداية اتضح التحالف السعودي – القطري – التركي – الغربي – الاسرائيلي، منذ البداية كان واضحا تشكل جبهة من هذه القوى للنيل من سورية بما تمثل من موقع عربي واقليمي مقاوم للسياسات الأميركية والغربية التي لا يهمها ولا يعنيها في شيء من كل ما يجري في المنطقة والعالم سوى أمن اسرائيل ومصالحها المشتركة معها.
كل التفاصيل التي تم الكشف عنها، وكل الاجراءات التي اتخذت بحق سورية بدءا من جامعة الدول العربية، مرورا بمجلس حقوق الانسان، وانتهاء بالأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي كانت تحمل مؤشرات وأدلة حسية على حجم المواجهة التي راحت باتجاهات لم تكن أطراف المؤامرة الكونية على سورية تحسب حسابها، حيث بات من المؤكد أن الأزمة التي تفجرت لن تنتهي الا بسقوط عروش وأنظمة لطالما تجاوزها التاريخ ورفضتها الشعوب وأزكم عفنها الأنوف.
الغريب في الأمر أن هذه القوى المأزومة والمهزومة لا تريد الاعتراف بأزمتها ولا بالهزيمة التي منيت بها وكل مشاريعها ومخططاتها التي تتنقل وتنتقل من فشل الى آخر، الغريب في الأمر أن هذه القوى لا ترى – حتى اليوم – في عودتها الى الأوراق المحترقة حجم الفشل والعجز خاصتها، فتسجل كل يوم حلقة جديدة في مسلسل الكذب الذي بدأته ولا تعرف سبيلا للخروج منه أو لكتابة حلقته الأخيرة.
فالتدخل العسكري سقط، والممرات الانسانية سقطت، والمناطق الآمنة سقطت، والمناطق العازلة سقطت، والعقوبات وقطع العلاقات الدبلوماسية وتعليق العضوية ومحاولات الحصار وما اليها من خيارات واجراءات سقطت، ولم يتمكن تحالف المال النفطي القذر، والاسلام السياسي السلفي المتطرف، والباب الواطي في اسطنبول، والغرب المتصهين، والأميركي المتأسرل من كتابة الحلقة الأخيرة.
آخر حلقات الوهم التي يحاول التحالف القذر اياه أن يكتبها تقوم على كذبة سيطرة الارهابيين على 60% من الأرض ووهم اقامة مناطق عازلة عليها، بينما تؤكد الحقيقة أن من يمتلك السيطرة على هذه النسبة المئوية من الأرض لا يحتاج لهذه المناطق، وبذلك يسقط الواهمون أوهامهم بأنفسهم، وهم يعلمون الحقيقة، وما يؤكد ذلك حالة الارتباك التي يعيشون، وكثرة التصريحات المتضاربة الصادرة عنهم فضلا عن كثرة الأسفار واللقاءات التي تجري في عواصم الغرب وخليج الغدر التي لن يعصمها شيء من ارتدادات الزلزال الدولي الذي اختارته عندما فكرت بالعدوان على سورية.
اذا كان الصراع الدائر هو صراع بين ارادتي الخير والشر.. بين جبهتي العدوان، والمقاومة ضد العدوان والاحتلال – وهو كذلك – فان الشعب السوري الصامد، والجيش العربي السوري البطل، وقيادة السيد الرئيس بشار الأسد الشجاعة، هي، وهم يكتبون في الأثناء، ومعهم أبطال المقاومة في لبنان وفلسطين، والحليف الايراني – الصيني – الروسي الحلقة الأخيرة في هذه المواجهة وليس في مسلسلات الكذب والدجل، وسيكون الانتصار السوري مشهدها الأخير، لا ريب في ذلك… نحن على يقين بالنصر، ولم يساورنا الشك لحظة واحدة بقدرتنا على تحقيقه، وربما تكون عقيدتنا هذه – بقوتنا وبالنصر المؤكد – هي السر الوحيد الذي لن يتمكن الأعراب، والأغراب، والصهاينة من فهمه !!.