ثورة أون لاين – شعبان أحمد:
لطالما تم التباهي بالحرص على توفير السلع والخدمات للمواطنين… والمحاولة المستمرة لتحسين المستوى المعاشي لهم… وضبط الأسواق ومراقبة الأسعار…!!
التباهي هذا جاء على خلفية الأزمة واختناقاتها… لتقول : رغم الأزمة ومراراتها… الأسواق مازالت عامرة… دون التلميح حتى إلى الغلاء الفاحش الذي ضرب كل شيء… دون مقياس…ودون مسؤولية… والحجة دائماً موجودة : اشكروا وتنعموا بمواد متوفرة.. أماالأسعار فلا تقتربوا منها… فالعجز واضح..!!
حسناً… نحن نقدر تماماً الجهد لتسهيل انسياب السلع في الأسواق… وعدم فقدان أي مادة فيها… ولكن…؟!
كانت الوعود بتوافر مادة المازوت في المحطات…. وبأن السيارات الجوالة ستعود لتجوب شوارع المدن بعد ان رفعت سعره وحررته…!!
وكانت الوعود أيضاً بمراقبة الأسواق وكبح جماح التجار…!!
وبتحسين المستوى المعاشي للناس..!!
المتابع يرى أن المازوت متوفر وبكثرة في السوق السوداء فقط والأسعار تحلق عالياً في ظل عجز شبه كامل للأجهزة الرقابية…!!
أما الرواتب فما زالت تراوح مكانها…!!
إذاً عن أي وعود يتم الحديث…؟!!
مع قدوم فصل الشتاء (همّ) المواطن تأمين الدفء لأولاده…
ولقمة خبزه… ومستلزماته الأساسية جداً…! هذا حلم أي مواطن الآن… لا بل السقف الأعلى… إذ لا يسمح لمخيلته الجنوح أكثر من ذلك…فهل نسمي هذا طمعاً… هل نسميه بطراً…؟!
عفواً، حتى لا أنسى سأذكر ميزات مؤسسات التدخل الإيجابي «سندس- الخزن -الاستهلاكية…» وأنها تقوم بعمل ناجح في ظل هذه الأزمة لجهة توفر المواد ورخصها مقارنة بالأسواق…
الملاحظة التي يجب ان تتنبه لها الاستهلاكية أن موادها تباع بالجملة للتجار من صالاتها بسعرها المدعوم «انخفاضاً» ليصار لبيعها للمواطن بسعر السوق… هنا أعتقد أن الميزة الإيجابية التي تكلمنا عنها لا قيمة لها في ظل هكذا تصرفات… ويجب عليها تحديد الكمية التي يتوجب على الصالات توزيعها للمواطن… حتى تقطع الطريق على تجار الأزمات…!!