الثورة – دمشق – رولا عيسى:
نال الملف الأهم غذائياً الدعم الكبير من الدولة، وتميز إنتاج الدقيق التمويني على مدار سنوات طويلة بالاستمرارية عبر عمل المؤسسة السورية للحبوب تحت مظلة وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بوصفها المخزن الأول للقمح كمادة رئيسة في صناعة الخبز.
مصدر خاص في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك قال في حديث لـ “الثورة” إن المؤسسة تعمل على شراء الأقماح ومن ثم طحنها وإنتاج مادة الدقيق حاجة المخابز في جميع المحافظات، مشيراً إلى أنها أنجزت العديد من الأعمال لإعادة عدد من المطاحن والصوامع للعمل.
وأضاف: إن المؤسسة السورية للحبوب كغيرها من المؤسسات واجهت ارتفاع التكاليف بسبب تقلبات سعر الصرف وارتفاع الأسعار العالمي ليترك أثره ويزيد من الحمل الثقيل على الدولة في دعم ملف الخبز من إنتاجه إلى صناعته وتوفيره للمواطنين.
وأشار المصدر إلى أن تكلفة الطن الواحد من الدقيق تتجاوز 7.5 ملايين ليرة سورية، ويتم تأمين الأقماح المستوردة بالقطع الأجنبي لتأمين حاجة البلد من الدقيق، وسد العجز من الأقماح المحلية المفقودة بسبب الاحتلال التركي وما يسمى قسد في منطقة الغلال الرئيسية في سورية.
ولفت إلى أن الارتفاع طال حتى تأمين أكياس الخيش وأثمانها بالقطع الأجنبي لتعبئة الأقماح المحلية الموردة من الفلاحين وتسليمها لهم بأسعار رمزية،
وتابع في ظل الحصار المفروض على بلدنا فإن المؤسسة تقوم بتأمين القطع التبديلية اللازمة لعمل المطاحن والصوامع بصعوبة بالغة وبأسعار متزايدة
وإن تزايد الأسعار العالمية والمحلية ينعكس على تكاليف إنتاج الدقيق يومياً.
وحول إيصال الدقيق إلى المخابز أوضح مصدر التجارة الداخلية أن المؤسسة تقوم بتسليم طن الدقيق للمخابز بسعر 70 ألف ليرة سورية وهو مبلغ رمزي مقابل ما تتطلبه وتتحمله عملية الإنتاج بشكل يومي و لا يشكل ١٪ من التكلفة الحقيقية، فيما كلفة ربطة الخبز وصلت إلى 7800 ليرة وبشكل يومي تلتزم المؤسسة بتأمين 5300 طن دقيق مضروبين ب 1047 ربطة لكل طن وهذا يعني تقريباً 5 ملايين و600 ألف ربطة يومياً منتجة من قبل السورية للمخابز، وبما يعادل 42 ملياراً نسبة الدعم اليومي للخبز، وهذا يعني أنها تصل سنوياً ما يقارب 13 ألف مليار وأكثر، أي 13 ترليوناً دعم الخبز سنوياً، مما يحمل خزينة الدولة أعباء مالية كبيرة كون الحاجة اليومية من الدقيق تتجاوز 5200 طن، وهذا ينعكس خسارة يومية تتجاوز 35 مليار ليرة سورية يومياً، بالتزامن مع أعمال الصيانة و أجور العمال والتحميل والنقل ناهيك عن خسائر جانبية وأضرار.
يذكر أن المؤسسة السورية للحبوب عملت خلال عام 2023 على تجهيز 47 مركزاً لشراء واستلام موسم الأقماح من الفلاحين وقد بلغت كمية الأقماح المحلية المشتراة والمستلمة من الفلاحين بحدود 706 ألاف طن قمح بنوعيه القاسي والطري أي بزيادة بنسبة 35 % عن الموسم السابق.
كما أن “أن كل المطاحن العامة العاملة تعمل بالطاقة القصوى، ومستمرة بعملها على مدار 24 ساعة من دون توقف، وضمن توجيهات وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك لتأمين مادة الدقيق اللازم لصناعة رغيف الخبز، وعدم حدوث أي اختناقات أو نقص من هذه المادة، وتوزيع الدقيق التمويني على جميع المخابز العامة والخاصة وفي كل محافظات القطر.”
مع الإشارة إلى أن نسبة تنفيذ مشاريع الخطة الاستثمارية بلغت 98 %، في إطار تنفيذ مجموعة من المشاريع الهامة ضمن استراتيجية عمل المؤسسة.