الثورة_درعا_عبدالله صبح:
طيلة سنوات الحرب العدوانية الظالمة على وطننا الحبيب سورية لم تؤت المجالس المحلية أكلها.
البعض من يرد السبب إلى الخيارات القليلة أمام الجهات المعنية في تعيين رؤساء المجالس البلدية والمحلية وذلك مرده الاستهداف لرؤساء البلديات في ريف المحافظة والذي يصل أحياناً إلى أن يفقد الإنسان حياته.
بعد عملية بحث وسؤال لدى شريحة معينة من خريجي الجامعات وممن لديهم الخبرة الميدانية في عمل المجالس المحلية، تباينت الأجوبة بين من وضع التقصير على الجهات المخولة باختيار كوادر هذه المجالس وآخرين اكتفوا بكلام يشبه الصمت أمام الاغتيالات التي طالت أكثر من عشرة رؤساء بلدية في محافظة درعا.
في البداية كان اللقاء مع المهندس كمال برمو رئيس فرع نقابة المهندسين بدرعا الذي أكد على أهمية هذه الانتخابات حيث تشكل مفصلاً هاماً من مفاصل العملية الديمقراطية وتعد خطوة بناءة في إعادة الإعمار ، وكونها ستترجم المشاركة الواسعة من قبل فئات المجتمع في اتخاذ القرار.. والمهندسون اليوم مناط بهم عملية الإعمار سواءً بإيجاد الخطط المناسبة أو المشاركة باتخاذ القرار في مفاصل مجلس المدينة ومجلس المحافظة.
المهندس حسين اسماعيل قال: كثير ممن تم تعيينهم كرؤساء بلديات في ريف المحافظة كانوا من حملة الشهادة الثانوية والبعض منهم يحمل الشهادة الاعدادية، ومقارنة مع اصحاب الشهادات الجامعية والمهندسين حصراً فإن خطة العمل محدودة لدى الفئة الأولى أي لم يلبوا احتياجات ومتطلبات المجتمع المحلي في تلك القرى والبلدات التي كانوا يديرون دفة الإدارة في بلدياتها ومجالسها المحلية عن بعد من مركز المحافظة، مشيراً إلى أن النجاح في المهام الموكلة لهم لا يمكن تحقيقها إلاّ من خلال التواجد على أرض الواقع لتلك البلدات والقرى في أرجاء المحافظة، خاصة أنها كانت إلى فترة محددة مابين ال ٢٠١٣ و٢٠١٨ تقع ضمن مناطق خارج السيطرة، لكن الصورة تغيرت قليلاً بعد عملية التسويات منذ الربع الأخير من العام ٢٠١٨ حتى هذا التاريخ والسبب يعود إلى المتابعة المباشرة والإشراف على المشاريع وخطط العمل في مجال التنمية والنهوض بخدمات تلك البلدات والقرى من تنفيذ طرق وتحصيل الجباية وإعادة تأهيل إنارة الشوارع وتقديم الخدمات التي تُجمّل الواقع الذي أهلكته الحرب الظالمة على سورية وجعلته مطية للمتسلقين.
المهندس عكاش عللوه كان له رأي آخر، أرجع عدم تقديم الخدمات التي يطمح لها المواطن في ريف المحافظة في خضم سنوات الحرب على سورية الى الميزانيات الفقيرة التي تكاد لا تلبي ٥٪ من احتياجات اي بلدية بالتوازي مع فروقات الصرف والحصار على سورية الذي كان له الدور الأكبر في تدني تلك الخدمات المقدمة هذا إن وجدت.
فيما أشار المهندس أمين العمري رئيس مجلس مدينة درعا أن نسب تنفيذ المشاريع في مدينة درعا كان مقبولا خاصة بالتشاركية مع المنظمات الدولية التي نفذت عشرات المشاريع بمئات الملايين في أحياء المحطة والسبيل والكاشف ومنطقة البانوراما والتي كانت ومازالت منذ بدء الحرب العدوانية على سورية تحت سيطرة الدولة، وهذا مرده الى الأمن والأمان لتلك الأحياء وما ينطبق على تلك الأحياء ينطبق على الكثير من مدن درعا كإزرع والصنمين مثالاً ، لكن ليست خدمات ترقى لتطلعات الأهالي وما يصبون إليه ،والسبب حجم الدمار الذي لحق بالبنى التحتية نتيجة حرب عدوانية كادت أن تأكل اليابس قبل أخضرنا.
فئة ثانية من المواطنين يتطلعون اليوم بعين الرضى والتفاؤل بعد الإقبال من شريحة المثقفين لتولي مهام المجالس المحلية والبلديات وهذا ما بينته قوائم الوحدة الوطنية للمجالس المحلية ومجلس المحافظة الصادرة بأن الأمل مازال معقوداً بهمة شريحة الشباب الجامعي المثقف من مهندسين وأطباء ومحامين ومعلمين كون الرؤى التي تقوم على فكر مستنير لابدّ أن تكون مثمرة والقادمات من الأيام هي الفيصل.
يبقى الرأي أن الحروب لا تبقي ولا تذر على شيء كونها تأتي على كل المعالم الجميلة والرُقي، فيما تداعياتها تُقيّد آلية تنفيذ الخدمات المقدمة للمجتمعات المحلية.