ثورة أون لاين:
لسنا في وارد أن نذكر ماضي شركة تجفيف البصل والخضار في سلمية وعائداتها ولسنا هنا لندب ما أزهر في سنوات إنتاجها التي كان عدد عمالها الموسميين (فقط 700عامل وعاملة) واليوم لا يتعدى عددهم 14 عاملاً، والدائمون كانوا 140 عاملاً بينما تقلصوا إلى 68 عاملاً فقط عدا عن خلو الشركة من المهندسين الزراعيين.
إن لم تكن هناك منتجات غذائية تعمل بها شركة تجفيف الخضار والبصل في سلمية وتدر عليها أرباحاً فلن يكون هناك رواتب للموظفين وإن لم يرد إلى الشركة منتجات الغاب من البصل لتجفيفه
فلن يكون هناك مبيعات ولا يجرؤ أحد من التجار على القيام باستجرار البصل من تلك المنطقة بسبب وجود العصابات الإرهابية المسلحة، أما بصل سلمية فقد تقلصت المساحات المزروعة بشكل كبير نظراً لعوامل الجفاف من جهة ونقص العمالة من جهة أخرى.
في حديث (للثورة) ذكر المهندس معتز اسماعيل مدير شركة تجفيف بصل السلمية: إن لجنة متابعة الأسواق تقوم بشكل يومي في البحث عن البصل البلدي لما يتمتع به من مواصفة جيدة للتجفيف حيث إن كل 100 كيلو بصل بلدي يحول إلى 13 كيلو مجففاً بينما يحول البصل الهجين 3 كيلو مجففاً فقط وأكثرية البصل هو من النوع الهجين وكميات البلدي قليلة والأمر الآخر إذا استجرت الشركة البصل بـ 100 ليرة سوف يكون غداً في السوق بـ 200 ليرة وهذا ينعكس على المواطن من جهة ومن جهة أخرى لا يفي بغرض الشركة.
الجدوى الاقتصادية
وأوضح: أن المرجل فور تشغيله بحاجة إلى ألف ليتر مازوت إن كانت كمية المنتج 50 طناً أم 500 طن لذا لا بد من تناسب وحساب الجدوى الاقتصادية من ذلك العمل وإلا فإن ذلك بداية العجز. ومع ذلك فقد باعت الشركة بـ 125 مليون ليرة مما كان مخزناً في مستودعاتها.
أما بالنسبة للقمح فقد كانت الشركة تصنع منه أكثر من 500 طن وفي هذا العام استطاعت تصنيع 200 طن فقط وطرحه في الأسواق المحلية.
وتابع اسماعيل: أثناء جولات الشركة على المزارعين في أسواق سلمية وريفها والمناطق المجاورة لاستجرار محصولهم كان معظمهم يرفض بيعنا لأنهم يفضلون تخزين القمح في مستودعاتهم وبيعه بالمفرق كلما شعروا بالضيق المادي نظراً لتذبذب الأسعار وميلها إلى الصعود. ويقولون إن مديرية الزراعة تزودهم بما لا يزيد على 100 إلى 200 ليتر مازوت بينما يستهلكون لعمل محركات الديزل ألف ليتر عدا عن ذلك فإن كثيراً من المزارعين قلصوا مساحات الزراعة نظراً للخسائر الفادحة التي مني الكثير بها نتيجة الأعمال الإرهابية والحرائق. وقمح الجزيرة لم يصل هذا العام. والمؤسسة الغذائية تطالب بالمزيد من العمل وهي بذلك تضغط بالجهة الخطأ لأن الشركة ليس لديها أي عذر للتوقف عن العمل عندما تتوافر المواد الأولية.
وأشار اسماعيل إلى شراء كميات من البقوليات (كاللوبياء والفاصولياء والحمص والعدس المجروش والحب والفريكة) وتغليفها ووضعها في منفذي بيع الشركة وكذلك في بعض صالات الاستهلاكية بتخفيض سعري يقارب الـ 10%. عدا عن تصنيع الفلافل.
بدائل عن التوقف أو العجز
مدير العمل في الشركة عبد الرزاق ياغي ذكر أنه تم طرح مشاريع بديلة منذ سنوات تنقذ الشركة من التوقف وأجريت لها الدراسة الاستثمارية من قبل وزارة الصناعة وطرحت وتم الموافقة عليها وهذه المشاريع تتجلى:
بإضافة خط لإنتاج زيت الزيتون والاستفادة من بقايا ثماره، حيث سيعبّأ ضمن عبوات ويطرح في السوق بأسعار تشجيعية، كما أن مخلفات الزيتون ولا سيما التفل ستدوّر للتدفئة، ما يخدم المواطن المستهلك ويعود بمردود مادي جيد للشركة، خاصة إذا علمنا أن سلمية تزرع 3 ملايين و432 شجرة زيتون يبلغ المثمر منها مليوني شجرة تنتج 20 ألف طن من الزيت.
أما مشروع تصنيع البيرة فإن له شجونا حيث لم يعد يوجد في السوق إلا البيرة المستوردة بعد خروج معملي بردى والشرق من الخدمة ويبدو أن مستوردي البيرة نجحوا في إزاحة أي مشروع ينافسهم.
أما لماذا معمل للبيرة؟؟ فيقول مدير العمل: تزرع سلمية وريفها 39,5 ألف هكتار من الشعير وهو المادة الأساسية في صناعة البيرة، ويشير ياغي إلى أن البنية التحتية لهذه المشاريع متوافرة حيث يوجد محلج القطن الذي كان يستقبل أقطان الجزيرة ويصنعها على شكل بالات وتبلغ مساحته 16 ألف متر مكعب تتضمن: الصالة والمستودعات ومظلات معدنية وقبان أرضي ومجموعة توليد 750ك,ف,أ، وغيرها من البنى التي تخدم العمل إضافة إلى العمالة الموجودة التي كان يبلغ عددها في الموسم 550 عاملاً.
كما أن بنية شركة تجفيف البصل مناسبة لمشروع الزيتون وعصره إذ تبلغ مساحته 142 دونماً منها خمسون دونماً مسقوفة مع وجود الآلات والأجهزة والكهرباء والماء وعندما يبدأ المشروع بشكل حقيقي سوف يتوافد إليه العمال من كافة المناطق ويستعيد ألقه في العمل بالرغم من العمالة التي كانت موجودة فيه لكن قلة العمل أفرغت الشركة من عمال المواسم.
اجتماع موسع
وعقدت هيئة العمال الفرعي في حماة اجتماعاً موسعاً لبحث واقع الشركات والمعامل التي تعاني من صعوبات وتناولت مداخلات أعضاء المكتب العقبات التي تواجه عمل الشركة العامة لتجفيف البصل والخضار في سلمية لتنفيذ خطتها لتصنيع مادة البصل وتوجه الشركة في ظل الظروف الحالية نحو ممارسة العمل التجاري بشراء كميات من الحبوب والبقوليات والقمح المقشور وتغليفها وإعادة طرحها عبر منفذي البيع التابعين لها.
وأكد المعنيون في الاجتماع على: ضرورة التركيز على المبادرات التي من شأنها تطوير عمل الشركات والمعامل والالتزام بعقد اجتماعات المجالس الإنتاجية واللجان الإدارية والإنتاجية فضلاً عن التأكيد على مكافحة الفساد والهدر ومحاسبة المفسدين وتجار الأزمات الذين يتلاعبون بحاجات المواطنين الأساسية لافتاً إلى عدد من المسائل التنظيمية والنقابية التي تتطلب مزيداً من الجهد والعمل الوطني بما يمكن من تطوير العمل في مختلف القطاعات وتطوير القطاع العام والحفاظ عليه باعتباره الركيزة الأساسية في دعم الاقتصاد الوطني إلى جانب الحفاظ على مصلحة العمال وتحسين المستوى المعيشي لهم داعياً إلى مضاعفة الجهد والعمل الميداني بين صفوف العمال وفي مواقع عملهم للوقوف على كل صعوبات ومعوقات العمل.
والأجدر كان طرح الحلول ما دامت كل الإمكانيات متاحة لمشاريع تتيح على الأقل تشغيل يد عاملة وجذب الطاقات الشابة بغض النظر عن كل المزايا الاستثمارية.
عن صحيفة الثورة