ثورة أون لاين- أحمد ضوا:عندما أعلن أمير قطر حمد بن خليفة عدم وجود أجندة سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية لمشيخته في أي دولة أخرى، لم يُفاجأ أحد بذلك لوجود قناعة راسخة لدى القطريين وغيرهم بأنه لم ولن يكون الآن ولا في المستقبل رؤية سيادية لهذه المشيخة، التي جاءت بانقلاب الابن على أبيه خلافاً للشريعة الإسلامية التي يتستر بعباءتها حمد.
لقد كان لزاماً على أمير قطر أن ينفي أو ينكر عدم انخراطه وكل طاقم مشيخته في المشروع الأميركي الإسرائيلي لتقسيم المنطقة، لتكون في نهاية المطاف على شاكلة إمارته التي يتجاوز فيها عدد الأجانب ثلاثة أضعاف عدد السكان القطريين المغلوبين على أمرهم، والمسلطة عليهم جميع صنوف الأسلحة الأميركية في قاعدة السيلية الأميركية التي تدير عن قرب أمور هذه المشيخة بما فيها قناة الكذب والرأي الواحد «الجزيرة».
بالتأكيد لن يعود حمد ليخطب أمام ما يسمى «مجلس الشورى القطري»، الذي يعين أعضاؤه بقرارات أميرية وليس بانتخاب من الشعب القطري، لينفي عدم انخراطه في المشروع الأميركي الصهيوني، لأنه غارق حتى أذنيه في تنفيذ هذا المشروع الاستعماري التقسيمي الجديد.
وفي الأيام القادمة وربما هي ليست بعيدة، سيغرق مع هذا المشروع الذي لن يجد طريقه إلى التحقيق بفضل مقاومة شعوب المنطقة، ورفضها تحويل دولها إلى شاكلة المشيخة.
لقد كان الأجدى بحمد قبل أن يورط نفسه بهذا التصريح، أن يبرر للشعب القطري قبل غيره سبب مشاركة الطائرات القطرية بقصف ليبيا، وتعمد قناة الجزيرة التي تتغذى من مال الشعب القطري المنهوب تشويه الحقائق، والتحول إلى ذراع للمخابرات الأميركية ونظيراتها الغربية، وكذلك تزويده ودعمه للمجموعات الإرهابية في سورية بالمال والسلاح، إضافة إلى جمعه مرتزقة جيرانه والعالم وإرسالهم لنشر «الديمقراطية والحرية في سورية» على الطريقة الوهابية.
إن حديث أمير المشيخة أمام «مجلسه الديمقراطي المعين بقراراته الأميرية» عن صعوبة الأوضاع في سورية، ومعاناة الشعب السوري، ينسجم مع الدور الوظيفي الموكل إليه أميركياً في هذا الشأن، حيث كانت مهمته مع الطامحين لإعادة السلطنة العثمانية الإشراف على استمرار إرسال الإرهابيين إلى سورية، وتزويدهم بالمال والسلاح لتصعيد الأوضاع ونشر الخراب والتدمير فيها بما يفضي في نهاية المطاف إلى تعميم الفوضى في المنطقة، وتحقيق المشروع الأميركي.
لقد كشف حمد عن تستره بعباءة الإسلام لتبرير تدخله في الشأن السوري بقوله: «أليست أمتنا كما جاء في الحديث الشريف كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء؟» وهنا السؤال: «أين موقف حمد ومشيخته من ذبح إسرائيل للفلسطينيين واحتلال فلسطين إلا إذا كان لا يعتبر فلسطين وبيت المقدس من الأمة؟».
إن غياب الرؤية والارتهان الكامل لإرادة «العم سام وخنجره صهيون»، إضافة إلى الجهل بحقائق التاريخ، والاعتقاد بأن المال والإرهاب إضافة إلى التستر بغطاء الإسلام يمكن أن تصنع زعامات ودولاً وديمقراطيات لن يقود إلا لمزيد من التخلف والتفتت والاضمحلال للدول العربية والإسلامية لحساب توسع السيطرة والهيمنة الأميركية الإسرائيلية الغربية.
وإذا كان حمد يعتقد أنه في منأى عن تداعيات الأوضاع الخطيرة في المنطقة، والتي يعمل على تأجيجها فهو واهم فمشيخته وكل التخمة المالية لن تصمد إلا أياماً قليلة.
Adam.dawa@yahoo.com