ثورة أون لاين-خالد الأشهب:
يستطيع بعضنا القول إن مساً من جنون قد عصف برأس أردوغان، ويستطيع بعضنا الآخر التكهن بأنه يلعب لعبته لاستقطاب الأتراك وتجييش عاطفتهم القومية،
ويستطيع بعضنا الثالث توقع هذا الهدف أو تلك الغاية مما يرتكبه أردوغان من حماقات تجاه الدول الأوروبية منذ أيام، لكن لا يتكهن معظمنا ولا يتوقع أن يكون هذا الرجل في هذا الدرك من الغباء السياسي حين ينزع عنه أوصافه ثم يلقيها على الآخرين!
أردوغان يصف هولندا بأنها «جمهورية موز»؟؟
لا أريد أن أنحت تعريفاً أو أتخير آخر لمعنى هذا الوصف، لكن يمكنكم جميعاً العودة إلى تعريف شبه عالمي لهذا المصطلح يقول: «جمهورية موز هو مصطلح ساخر يطلق للانتقاص من أو ازدراء دولة غير مستقرة سياسياً ، يعتمد اقتصادها على عدد قليل من المنتجات كزراعة الموز مثلا، ومحكومة بمجموعة صغيرة ثرية وفاسدة»!!
ليس دفاعاً عن هولندا ولا دوساً على طرف تركيا، لكن أي مقاربة ولو عابرة بين البلدين ستقول بداهة إن تركيا هي جمهورية الموز وبجدارة مئة في المئة من حيث الاستقرار السياسي أو من حيث الفساد والحكام الفاسدين حسب التعريف.
لا ننكر على أردوغان أهدافه وغاياته سواء كانت دنيئة أو.. دنيئة من مهاجمة أوروبا في هذا الوقت بالذات، لكنني أنكر على أي أحد أن يقدم تفسيراً واحداً معللاً ومقنعاً، لما يتفوه به أردوغان «الرويبضة العصملي» هذه الأيام سوى الجهل والتعصب الأعمى، الذي يسوق الإخوانيين عامة وأردوغان وزمرته خاصة حين يتحدثون في ما لا يعلمون؟؟