ليس من ثغاء النعاج

ثورة اون لاين: حق تقرير المصير وإرادة الشعوب في اختيار شكل نظامها ومستقبلها، وإقامة دولتهاومدّ علاقاتها وجسور التواصل مع أي جهة كانت وما إلى ذلك من مبادئ طرحها الغرب ذات يوم، وتاجر بها كثيراً كانت ومنذ إعلانها على المحك، لم تخرج من أن تكون حبراً على ورق، وشعارات جوفاء لامعنى لها أبداً إلاأن تكون أداة للتدخل في شؤون الآخرين.

حق تقرير المصير، حق الاستقلال والنضال لايأتي من إعلان هذه الدولة أو تلك ومفاخرتها أنها أطلقت هذه المبادئ ولكنها بالوقت نفسه تعمل على إجهاض أي حراك سياسي أو نضالي يقود إلى تأسيس وإعلان الاستقلال أو الدولة إذا ماكانت أرضه محتلة.‏

فلسطين مأساة العرب، والمظلمة الإنسانية المستمرة منذ مايقارب قرناً من الزمن، مثال صارخ على ازدواجية معايير الغرب ونفاقه وإعلانه شعارات لاتقدم شيئاً..‏

فلسطين المحتلة من قبل العصابات الصهيونية، ليست مثالاً صارخاً فقط، بل حالها واستمراره هو إدانة للضمير الإنساني الذي تغاضى كثيراً عن مأساة الفلسطينيين، وشجع بذلك ماتقوم به إسرائيل، وهذا الدعم والتشجيع يزداد قوة حين تعلن الولايات المتحدة الأميركية أن أمن إسرائيل من أمنها ولاترى إلا بالعين الإسرائيلية مهما كانت الرؤية سيئة ورديئة.‏

ولكن الذي حدث في الجمعية العامة للأمم المتحدة كان نقلة نوعية وهامة، صحيح أن الخطوة ليست كاملة ولكنها في الاتجاه الصحيح، انتظر الفلسطينيون جامعة دولهم العربية وأعرابها ونعاجها طويلاً لكنهم ظلّوا يرتعون في مراعي الآخرين يراوغون هناك، ويخاتلون هناك.. أن تصوت /138/ دولة لصالح القرار فهذا يعني أن خط النضال والمقاومة مازال الخط الأساس والصالح، بل هو الطريق الوحيد لاستعادة الحقوق، ويعني فيما يعنيه أن دول العالم الصديقة والمحبة للسلام تعرف أن هذا الطريق الوحيد لمجابهة العدوان من أينما كان وتجارب الشعوب خير دليل على ذلك.‏

أن تصبح فلسطين عضواً مراقباً بصوت /138/ دولة على الرغم من إعلان الولايات المتحدة معارضتها الصريحة وعملها على إحباط المشروع يعني فيما يعنيه أن العالم الحرّ والحقيقي ليس الذي تسوقه الولايات المتحدة ومن معها، ويعني أن الأحرار في العالم ليسوا نعاجاً تسمّن لوقت تقديم الأضاحي، بل يعني أن إرادة الشعوب لاتقهر، ويعني فيما يعني أن الخط النضالي الذي اتخذته سورية هو طريق تحصيل الحقوق واستعادة الأرض..‏

نعاج جامعتنا العربية وحيدون في هذا العالم، يرعون في حقول ليس بعيداً يباسها أبداً، والمناضلون في أميركا اللاتينية مع غيرهم من أقطاب أخرى هم من يرسمون مستقبل العالم، ويعيدون توازنه، ماحدث رسالة إلى الذين يظنون أن المقاومة مغامرة، رسالة إلى العالم كلّه أن عصرالهيمنة قد ولّى.. رسالة من سورية أن فلسطين البوصلة فلسطين، وأن فلسطين دربنا ودارنا وهدفنا، ومهما ادلهمت الطرق فلن نضيع طريقنا إليها.‏

ديب حسن

آخر الأخبار
كيف نواكب التقدم التكنولوجي دون التفريط بصحتنا ؟ مع التحول الاستثماري في سوريا.. هل تختار أميركا الشراكة الفاعلة؟ الدعم الزراعي لغايات استثمارية ومستلزمات الإنتاج أولى بالاستيراد دمشق وأنقرة.. هل تتجهان نحو نسخة جديدة من اتفاق أضنة؟ برامج طبية جديدة لـ"ميدلايف" الطبية التطوعية في طرطوس مد شبكات في المعضمية وتركيب محولة بزملكا لتعزيز التغذية الكهربائية سعر الصرف و التضخم .. متلازمة ارتفاع الأسعار وتحديات المعيشة المعهد العربي الأميركي: "إسرائيل" تؤجج الصراع الطائفي في سوريا بين تصدير المعادن واستيراد البلاستيك.. هل ضيّعت الوزارة أولويات الصناعة؟ المشاريع الصغيرة.. نمط تقليدي في التفكير والتشغيل التغذية المدرسية.. رسالة تنموية لا مجرد وجبة على طاولة التعليم متري: وفد قضائي سوري إلى بيروت لبحث ملفت الموقوفين إنتاج "الكمبوست" مشروع ريادي.. تحويل النفايات إلى سماد عضوي الشتاء يدق الأبواب.. وشوارع حلب دقت ناقوس الخطر خطة لإنتاج 4 ملايين إصبعية وتوسّع بمشاريع الاستزراع السمكي 35 مليار ليرة الكتلة النقدية لرواتب المتقاعدين في "بريد حمص" هل يضبط قرار وزارة الاقتصاد بتدوين السعر الربح الفاحش؟ الغرفة الفتيّة الدولية في دمشق تطلق مشاريع تنموية وبيئية كبار السن .. هل نعيد لهم دورهم الفاعل؟ بعد تبرعه بكرسيه المتحرك.. اغتيال موفق هارون يثير صدمة في ريف دمشق