ثورة أون لاين:
(الفن إبداع في سره الأعلى يكتب الوجود) كتاب للدكتورة الأديبة نجاح العطار ترصد فيه مراحل من الثقافة السورية بمنطلقها القومي والعروبي بما تمتلكه من خلق وثقافة وابداع مستخدمة في ذلك مقالات متماسكة البنى ومشدودة التعابير وفق أسلوب فني.
وبينت العطار في الكتاب أن الفن التشكيلي السوري أدرك تلقائيا وظيفته الجمالية والاجتماعية فعرف كيف يقدم المثال الجمالي في صياغة إنسانية وكيف يوظف خطوطه ودوائره لرسم مشاعر أمة تخوض نضالا ضاربا في سبيل التحرر والتقدم.
ورأت الدكتورة العطار في كتابها أن “قضية الإنسان ولا سيما في عصرنا الراهن تحتاج إلى كفاح هدفه يقوم على المبدأ وتفجر البطولة لأن الكفاح على جبهة الفكر والفن والثقافة هو أكرم جبهات الكفاح ليأخذ دوره في المعركة لأجل غد أفضل وأبهى وأزهى تنتفي منه الحروب العدوانية والشرور الاجتماعية ويتجلى كما المدينة الفاضلة منارة يعيش فيها الإنسان هانئا بانيا منتجا وسعيدا”.
وأشارت الدكتورة العطار في كتابها الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب إلى أن “التاريخ أبنية تقوم مقام الكلمات فتبقى شاهدة وناطقة وحاملة عن طريق الحجر بما هو صفحة مكتوبة دلالة عصرها وواقعه وفنه وقيمته الأثرية والعمرانية وتسمح لنا عن طريق التحليل والمعاينة أن نستعيد ونتثبت من حقيقة العصر الذي نشأت فيه لأنها شاهده الذي لا يدحض وإرثه الذي لا يغيب”.
وتحدثت الدكتورة العطار في صفحات مؤلفها عن الموسيقا والرابط بينها وبين الوجود ككل حيث عالجت ذلك بإطار فلسفي يغوص إلى حضور لغة العالم وعمق تأثيرها على البشر منذ قرون ولغاية الآن.
وفي الكتاب أيضا حرصت الدكتورة العطار على الاعتماد بكل مفاهيمها وسردها على استعارة ألفاظ قوية الحضور مؤءهلة للترابط البنيوي الذي جعل من المعاني التي وردت نتاجات فنية جمعت الأصالة والتراث ومقومات الفن والأدب ما يدل على ثقافة حاضرة متواصلة مع الماضي والحاضر والمستقبل ومتفاعلة مع الأزمنة.