ثورة أون لاين:
بوداع عام واستقبال خلفه يترك لنا العالم الراهن المحير حرية الخيار بين العقل والتعقل وبين الجنون والكفر بكل القيم..
هذه ثلاثة للعقل والتعقل:
الأولى – الصمود السوري (صمود الوطن) يستمر رغم تيه السوريين.. هي انتصارات الجيش وانتصارات الذين راهنوا أن الجيش هو المؤسسة الأولى التي تحمي وجود الوطن كيفما كان.. ومهما طال الزمن.
الثانية – أبناء فلسطين يلقنون الكاهن الفاسد الخائن الحارس لاستلاب الكنيسة الأرثوذكسية الفلسطينية من أصحابها الفلسطينيين، درساً علنياً يصل مداه كل أذن ليعلن أنهم ما زالوا وما زالت فلسطين… وأن متابعات الحدث قد تصل إلى كل نهج للخيانة بإرادة… أو بغباء… كما في أوسلو.
الثالثة – في ظل الواقع الخطر الذي تفرزه الحالة الكورية.. تتجه كورية الشمالية إلى الجنوبية وتسلمها شمعة بومض خفيف قد توحي لأصحاب النيات الطيبة بحلول تنبع من وحدة الشعب الكوري وابتعاد الجناة بحقه، عنه.
أما ما يدعو للجنون والكفر فهو أصعب وأكثر بكثير من إمكانية حصره.. أو تقديم ولو مختصر صغير عن عناوينه.. ولو نظرت إلى مختاراتي الثلاثة التي تدعو للتفاؤل العاقل مع بداية العام لرأيت أن لكل منها ذيولاً تحبط إمكانية التمادي في التفاؤل.
في الحالة السورية ما زال وبكل أسف صوت السلاح يعلو كل الأصوات، المساعي متعثرة والأحلام منكسرة في الوصول إلى بوابات الحلم بالسلام الكلي الشامل.. ورغم أن نهاية 2017 وبداية 2018 لا تشبه نهاية الـ 16 وبداية الـ 17.. بل هي أفضل بكثير على الوطن السوري.. ما زالت حالتنا تدفع المؤمن بهذا الوطن ليرتكز في أمله وتفاؤله ورهنه إلى الجيش السوري.. أي على القتال نصرة للحل الذي يبحث عن طريق للسلام.
في الحالة الفلسطينية.. تفرح وأنت ترى الشباب الفلسطيني ينزل الشوارع دفاعاً عن القدس.. وتكاد السواعد التي تكشف اللثام عن الكاهن المتسلل إلى كنيسته خوفاً من رعاياها.. تكاد تملؤك بحس العدالة.. لولا.. وبكل أسف لولا.. حماته من الأيدي التي قاومت الزحف الشعبي لتلقينه الدرس الذي يستحق.. هي أيضاً أيادٍ فلسطينية.. أيدي أوسلو..
الأسوأ والأدهى من ذلك كله، كان نتاج اجتماع مجموعة أنظمة عربية في عمان لتدافع عن القدس أو إن أردت إكمال التشاؤم لتصادق على بيع القدس.
عازمون ألا يبقوا شيئاً من فلسطين.. حتى وكالة الأونروا.. تصوروا أن الولايات المتحدة التي غزت الكعبة وجوار قبر النبي وعادت بما يقرب من 500 مليار دولار من الثروة العربية.. تهدد اليوم بقطع نحو مئة مليون مساعدات لوكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين الأونروا.. ويطلب نتنياهو بتركها تتلاشى لأنها تذكر بحق العودة.
فبماذا يرد العربان؟!
العرب أهم أدوات دعم الغطرسة الأميركية على العالم ومنه كوريا الشمالية.. بل لا يخفون سخريتهم من هذه الدولة الصديقة لفلسطين.. وكأنهم يلوذون بمدرسة التقاليد السياسة العبقرية الرائعة التي يمثلها مجنونهم ترامب.. صاحب الزر الكبير على مكتبه لبث الرعب في العالم.. المهدد يومياً لنا إما ألا نكون.. وإما نشتري ذلتنا بالمال.. وهو الذي يفخر أنه الابن العبقري للعبة المال..
في حالنا يتذكر المقهور قول عمر أبو ريشة:
لا يلام الذئب في عدوانه
إن يكن الراعي عدو الغنم.
أسعد عبود
as. abboud@gmail.com