التسول

ثورة أون لاين- ياسر حمزة:

ظاهرة التسول ظاهرة عالمية لاتختص بها دولة دون اخرى وقد كتب وألف عن هذه الظاهرة مئات الكتب والدراسات حول العالم وانتج آلاف البرامج والافلام حولها.
أحد هذه الافلام فيلم لعادل إمام يتحدث عن ظاهرة التسول من خلال قصة شاب ريفي فقير يأتي إلى القاهرة باحثاً عن خاله بعد وفاة أمه لعله يجد له عملاً يساعده على الاستمرار في الحياة الكريمة، ولكنه أخفق في جميع الأعمال التي عمل بها ليقع في نهاية المطاف تحت رحمة عصابة تدير شبكة من التسول ليكتشف أن غالبية من يتسول ليسوا بحاجة للتسول، بل هم قادرون على العمل بأعمال تحفظ لهم كرامتهم وأن المتسولين أصحاب العاهات في أغلبها عاهات مزيفة أو محدثة بقصد استدرار عطف الناس. وافراغ جيوبهم
إنه عالم آخر أو قاع المدينة كما يقال، عالم له قوانينه وضوابطه وناسه.
هذه مقدمة للدخول إلى ظاهرة التسول في سورية هل هي ظاهرة عابرة أو طارئة على مجتمعنا وهل هي من مفرزات الحرب الظالمة على سورية.
قبل الأزمة كان هناك متسولون ولكن ليس بهذا الكم الكبير.
ولكن في سنوات الأزمة العجاف ونتيجة التهجير الممنهج والكبير الذي قامت به العصابات الإرهابية وخاصة في الأرياف، وجدت الكثير من العائلات نفسها على الرصيف بلا عمل ضمن المدن الآمنة، هذا أدى إلى ازدياد عدد المتسولين بشكل كبير، ودخول عصابات استغلت حاجات هؤلاء وأخذت بتشكيل مجموعات منهم.
مجموعات أطفال – مجموعات نساء- مجموعات كبار السن وتوزعهم كل صباح على إشارات المرور وأمام المؤسسات العامة , ودور العبادة لتعود مساء وتجمعهم وتجمع مافي جيوبهم، مقابل راتب معين والمأكل والمشرب وشبه المسكن.
هناك روايات كثيرة تدور على السنة العامة , ان البعض من هؤلاء جمع الملايين من التسول , هذا صحيح لكن من جمع ليس هؤلاء بل من يشغلهم على الاغلب .
المشاهد صادمة لنا جميعاً، وخاصة مشاهدة أطفال بعمر الورود , وجوه شاحبة معفرة , اطفال كان من المفترض ان يكونوا على مقاعد الدراسة يتسولون من الصباح حتى المساء في البرد والحر
مكافحة ظاهرة التسول في مجتمعنا هي مسؤولية المجتمع بكامله وليس مسؤولية وزارة الشؤون الاجتماعية لأنها بإمكاناتها لا تستطيع مواجهة هذه الظاهرة التي استفحلت خلال الازمة الى الحد الذي خرجت عن حدود المالوف ، ولكن بتضافر جهود جميعا الوزارات والجمعيات الخيرية والمبادرات الفردية يمكن أن نحد من هذه الظاهرة كثيراً، أقله رفع الظلم والغبن عن الاطفال المتسولين واعادتهم الى المدارس , ومتابعة ومحاسبة مشغليهم .
التسول لن ينتهي بين عشية وضحاها , ولكن علينا ان نبدا , لان هناك من يتربص باجيالنا وحاضرنا,ومستقبلنا.

 

آخر الأخبار
بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الرابع حول المرأة والأمن والسلم في جامعة الدول العربي... موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... بري: أحبطنا مفاعيل العدوان الإسرائيلي ونطوي لحظة تاريخية هي الأخطر على لبنان عناوين الصحف العالمية 27/11/2024 قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة تفقد معبر العريضة بعد تعرضه لعدوان إسرائيلي الرئيس الأسد يصدر قانوناً بإحداث جامعة “اللاهوت المسيحي والدراسات الدينية والفلسفية” الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 هل ثمة وجه لاستنجاد نتنياهو بـ "دريفوس"؟ القوات الروسية تدمر معقلاً أوكرانياً في دونيتسك وتسقط 39 مسيرة الاستخبارات الروسية: الأنغلوسكسونيون يدفعون كييف للإرهاب النووي ناريشكين: قاعدة التنف تحولت إلى مصنع لإنتاج المسلحين الخاضعين للغرب الصين رداً على تهديدات ترامب: لا يوجد رابح في الحروب التجارية "ذا انترسبت": يجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائمها أفضل عرض سريري بمؤتمر الجمعية الأمريكية للقدم السكرية في لوس أنجلوس لمستشفى دمشق الوزير المنجد: قانون التجارة الداخلية نقطة الانطلاق لتعديل بقية القوانين 7455 طناً الأقطان المستلمة  في محلجي العاصي ومحردة هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم