ثورة أون لاين – ديب علي حسن:
على ما يبدو يتفتق الفكر الأميركي عن كل الشرور التي لايمكن أن تخطر على بال, فهي التي استمرأت ذلك عبر تعاملها مع العالم كله, تتصرف وكأنها الوصي علينا جميعا, بكل زمان ومكان, منذ أن بدأت قوتها الغاشمة تصل إلى حدود العالم كله,
يظن رؤساء الولايات المتحدة أنهم مكلفون برسائل إلهية, وهذا ليس جديدا على تصرفات ترامب كسيد للبيت الأبيض وغروره, بل سبقه جورج بوش, ومن قبله من سموا الآباء المؤسسين.
أميركا تتدخل بكل شيء, لا تعدم وسيلة من الشرور إلا وكانت لها, في الحرب الدائرة على سورية العدوان الأميركي هو رأس الحربة بكل شيء, تمويلا وتسليحا, وكلما أخفقت وسيلة جربت الجديد, لا تريد أن تخرج من أي منطقة إلا ولها أدواتها التي تريدها أن تبقى تابعة ذليلة تنفذ أجندتها التي تتعرى مرات ومرات, تسلح هذا وذاك ممن وضعوا أنفسهم بخدمتها, وتحت الطلب, حاضرون لتلبية ما تحركهم لأجله, في الشمال السوري, وفي الجنوب والغرب, حركوا الأدوات التي أخفقت مرات ومرات, لكنهم عادوا إليها من جديد وتحت مسميات جديدة, ميلشيات امتهنت كل الآثام والموبقات, وهل من كبيرة أفظع وأشد من ان ترهن نفسك لعدو خارجي تعرف أنه يستهدفك بكل شيء, لم يترك بنية تحتية إلا وعمل على قصفها وضربها, ولا يخفي أنه يريد المزيد من العملاء المباشرين.
الصفاقة الأميركية التي تمارس على العالم كله, بشكل مباشر على الشعب السوري, وغير مباشر على شرعة الأمم المتحدة، بلطجة يجب أن يقف العالم كله بوجهها, ولايكفي أن يصدر بيان هنا وهناك, فالأمم المتحدة الآن على المحك, وأمام موقف لا يحتاج إلى الكثير من الشرح والتفسير, عدوان أميركي موصوف, وتدخل سافر بشؤون دولة عضو مؤسس للأمم المتحدة, لها سيادتها واستقلالها, فكيف يصمت من يدعون أنهم حرس القيم والديمقراطية على هذا الجنون الأميركي الذي يجب أن ينتهي؟ وهو سوف ينتهي عاجلا أم آجلا, والميدان السوري كفيل بذلك, سبع عجاف عبرناها, ونحن نحقق النصر, ولسنا بعاجزين عن اجتراحه دائما وأبدا, وما تبقّى من صنيعة للعدوان الأميركي ليس إلا كثبان رمل تذروها إرادة الشعب السوري الذي لم يهن ولم يستسلم, وهو يدفع الضريبة عن العالم كله.