ثقافة الشارع.. من ينقذ المدينة..؟!

ثورة أون لاين :

يتداول الناس عبارات تشير إلى دور الشارع في حياة المجتمع، منها مثلاً: الشارع مدرسة.. والشارع أكبر معلم.. إلخ… في الحقيقة.. الشارع المعني بهذه المفاهيم هو صورة المجتمع والحياة كما يرسمها الشارع أو كما ترسمها شوارع المدينة.
لا يعلمنا الشارع وفقط.. بل يتعلم منا.. هو مرآة حقيقية لثقافتنا الاجتماعية، وعلى امتداده وفي أزقته تظهر أمراضنا العدوانية وانقيادنا الأخلاقي للخوف من السلطة (الشرطي) وحسب.. فكما نحن نعكس ثقافة الشارع، يعكس الشارع ثقافتنا.‏

ثمة فرق كبير وجوهري بين المجتمع بصورته التي يطرحها الشارع والمجتمع بصورته البيتية، فرق يتبع بنية المجتمع بين منفتح ومغلق. نحن كمجتمع شرقي إسلامي وعربي ربما.. غالباً نتصف بالمجتمع المغلق، ما تظهره شوارع المدينة عندنا غير ما تخبئه غرف بيوتنا ومساكننا. غالباً نعتدي على الشارع.. أو لنقل: لا نحترمه.. لا يهمنا مظهره.. يهمنا أكثر داخل بيوتنا..‏

في مجتمعات العالم الأخرى كثيراً ما نجد العكس، الكل حر في بيته وعليه احترام الشارع..‏

للمسألة بعد حضاري ثقافي… الفرد عندنا لا يحترم حقوق الآخرين… حريص على حقوقه… ضنين بمقتنيات بيته… أنيق في استخدامها… ومعتد على كل ما هو مشترك أو عام… وبشكل خاص الشارع… لأنه متاح للجميع.‏

فإذا كان الحال كذلك زمن الهدوء… وسلطة القانون تعبر عن نفسها يومياً عبر حيوية هيئات الرقابة البلدية والاجتماعية… كيف ستكون ونحن نواجه حرب السنوات السبع المجرمة؟.‏

إن ما يتراكم في شوارعنا… ثقافتنا في حقوق الشارع… كارثة بالمعنى الكامل للكلمة… فإن استمرت الأمور كذلك سيكون علينا مواجهة حرب أخرى كالحرب على الإرهاب.. مع فارق أننا في الثانية انتصرنا وفي الأولى سيصعب الانتصار..!! فالمسألة مسألة تربية وتراكم.. هنا علينا أن نهزم ثقافتنا.. علينا أن نهزم المتراكم داخلنا..‏

المدن عائمة والسلطات نائمة.. بل إن العقل ليشك أنها عالمة.. لكنها فاسدة.. هل يعقل أن كل ما يجري في شوارع دمشق وعلى أرصفتها خفي عن عين السلطة.. أتحدى محافظة دمشق أن تقول: في هذه المدينة شارع واحد محمي من تخلفنا وهوسنا وطمعنا.. دون فائدة في أغلب الأحيان إلا كونهم يطمعون في مصادرة دائمة للشارع والأرصفة.‏

محلات.. كافتريات.. دكاكين.. لا ينقصها شيء ولا هي تفيض بالزبائن.. أقدمت على قضم الرصيف والشارع و ضمه إليها بوقاحة فظة و فجة.. ليس بعيداً عن معقل السيد محافظ دمشق!! فإن تجاوزنا ذلك إلى مراقبة حركة الغذاء والدواء.. وحركة المرور وتوقف السيارات وكل ما يتعلق بذلك… ستجد أنهم يريدون منا أن نعلن قناعتنا أن زمن الأول حوَّل والحرب حولتنا جميعاً إلى مغتصبين للقانون والنظام.. والشاطر من يهبش…‏

في مقالتي الماضية تساءلت عن المعلم للمدرسة والشارع وأراها محلولة أكثر بكثير في المدرسة مما هي في الشارع الذي إن طال العهد به هكذا ستتراكم الأمور لتصل استحالة العودة للقانون.‏

as.abboud@gmail.com ‏

 

آخر الأخبار
التعاون السوري - الروسي - التركي يعزِّزُ التبادل التجاري والاستثماري  مبادرات مجتمعية لتأهيل مدارس ومرافق عامة في درعا مقتل ثلاثة مواطنين في إزرع بدافع الثأر قرار إلغاء العقوبات الأميركية يفتح عهداً جديداً في سوريا  عون والشيباني يبحثان آفاق التعاون السوري – اللبناني وتفعيل القنوات الدبلوماسية هكذا علّق المسؤولون السوريون على قرار إلغاء “قانون قيصر” طلاب  في حمص يعانون لعدم تصديق شهاداتهم.. والتربية توضح بداية عهد جديد يسهم في إنعاش الاقتصاد المتدهور  مضر الأسعد: إلغاء قانون قيصر نجاح كبير للدبلوماسية السورية زيارة الوفد السوري إلى لبنان.. أبعاد سياسية و دبلوماسية مهمة المعتصم كيلاني: إلغاء "قيصر" بداية تحول إيجابي  برنامج عالمي لدعم المشاريع الصغيرة يرى النور في دمشق "الصناعة " بين كماشة الاستيراد والتهريب وتكاليف الإنتاج سوريا ترحب بـ"وقف النار" في غزة ..و الاحتلال يخرق الاتفاق ويواصل حربه د. عبد الحكيم المصري: إلغاء "قيصر" انتصار جديد يعزز مسار التعافي روسيا تراجع وجودها العسكري في سوريا..خطوة استراتيجية أم انسحاب تكتيكي؟ وزير الاقتصاد: إلغاء "قيصر" انتصار سياسي واقتصادي لسوريا  الشيباني من بيروت: نفتح صفحة جديدة من التعاون بين سوريا ولبنان ما بعد "قيصر".. سوريا تفتح صفحة جديدة من الانفتاح الاقتصادي ترحيب رسمي بإدراج إلغاء "قانون قيصر" ضمن موازنة الدفاع الأميركية