ثورة أون لاين- شعبان أحمد:
ندم المواطن و (عضّ) أصابعه… ولعن الشيطان الذي (وسوس) في رأسه وتسبب في زعزعة الثقة بأداء مؤسساته وقطاعه العام… وخاصة أن التصريحات والجولات الميدانية والوعود الطنانة والرنانة الشغل الشاغل لمعظم المسؤولين على اختلاف مشاربهم…!!
يسمع المواطن الوعود… وهو ينتظر النتائج… يرى الجولات الميدانية على شاشة التلفاز فيتفاءل بالمستقبل.. وما زال ينتظر…!!
مرت الأيام… وعلى الوعد يا (كمون)….
ورغم ذلك ثقة المواطن لم تتزعزع وهو ماض وراء حكومته ومؤسساته العامة على أمل تحقيق الوعود… خاصة فيما يخص تخفيض الأسعار والقضاء على الروتين والبيروقراطية… وتحسين المستوى المعيشي ورفع الرواتب… وتحقيق قفزة نوعية في الأداء الإداري المترهل… وهو (أي المواطن) مصرٌّ أكثر من أي وقت مضى على عدم فقدان الثقة بحكومته وأداء مؤسساتها رغم الهنات والهفوات، إلاّ أنه في كل مرة يجد حجة ومبرراً على أمل الارتقاء وتسوية المسار…
في نهاية المطاف وبعد سنوات عجاف من الانتظار والأمل وصل هذا المواطن إلى قناعة مفادها إغلاق (بصبوص) الأمل وتسكير (خرم) الإبرة الذي كان يرى من خلاله ذاك الضوء القادم من البعيد…!!
حينها تذكر هذا المواطن الحادثة المضحكة التي حصلت في التاريخ القديم ومفادها أن رجلاً كان (حالفاً) يميناً أنه لا يسمع من زوجته… ولا يأخذ برأيها إلى درجة وصل به الأمر إذا قالت له زوجته هذا اليمين فيرد غاضباً: بل اليسار… علماً أنه اليمين فعلاً…!!
وإذا قالت إن اللبن أبيض فكان ينكر الحقيقة ويقول: بل أسود…!!
في يوم كان يقوم (بدحل) السطح الترابي حتى لا ينفذ منه مطر السماء…و (الدحل) يكون باستخدام حجر مدورة بأخذها إلى الأمام والخلف… وهي ممسوكة على جانبيها بسيخ حديد… علماً أنه هنا يمشي للخلف…(يعني لا يرى وراءه)…
وبينما هو يقوم بمهمته وذهنه شارد صاحت به زوجته تنبهه من السقوط… ولأنه لا يسمع من زوجته قرر المتابعة… وفعلاً سقط وانكسرت رجله…
حينها ندم الرجل… وأعاد حساباته وقرر أن يسمع لزوجته من الآن فصاعداً…. وبعد يومين جاء العثماني المحتل آنذاك وساق رجال القرية جميعاً إلى (الأخد عسكر) ما عداه…. كون رجله مكسورة…!!