رقمية العصر تلغي ذاتيــة الإنســــان

ثورة أون لاين:

ياسر حمزة
نشرت إحدى المجلات الأمريكية مقالاً لكاتب ساخر جعل عنوانه :”من أنا”. وجاء جوابه لنفسه عن نفسه عبارة عن قائمة من الأرقام، جاء فيها: ولدت عند تقاطع خط عرض 42 مع خط طول 63، عمري 47، طولي 175 سنتمتراً، وزني 75 كيلو جراماً، أسكن رقم 19 شارع 74، بطاقتي الشخصية رقمها 3189، رقم سيارتي 8549، رقم حسـابي في البنك 63817.

هكذا أخذ الكاتب يملأ الورقة بالأرقام المختلفة، إلى أن انتهى وكتب في نهاية المقال: “هذا هو أنا”. ويبدو من خلال هذه الأرقام التي رصَّها هذا الكاتب في مقالته أنه يسخر، ولكن هذه السخرية ليست من شخصه وإنما باعثها العصر الذي نعيش فيه، والذي تحوّل الناس فيه إلى أرقام ورموز لا تشير من قريب أو بعيد إليهم باعتبارهم ذواتاً متفرّدة، لهم قلوب يفرحون ويحزنون بها، بل تحوّل أكثر الناس في ظلّ هذا التقدّم التقني إلى إحصاءات ومتوسطات وأرقام. وحيث إنه كان من المفترض في ظل هذا التقدم التقني أن يكون له مغزى إنساني جوهره تهيئة المجال لتنمية المجتمعات وفق اعتبارات إنسانية غايتها الاعتناء بالإنسان والارتفاع بمستوى معيشته، ليكون أكثر إنسانية من قبل، إلا أنَّ هذا التقدم التقني أسفر عن انتكاسة خطيرة للذات الإنسانية التي أصبحت تعيش حالة من الاغتراب واليأس “حيث أصبح الإنسان في المجتمع الصناعي كائناً مدجناً بلا أفق ولا تاريخ، يميل بطبعه إلى الاستمرار في حالته ولا يتطلع إلى حالة أسمى”. إن أزمة الذات الإنسانية التي أثارها التقدم التقني قد وجدت انعكاسها لدى عديد من الأدباء الغربيين الذين عبّروا عن انهزام الذات الفردية للإنسان وضياعها في تيه هذا العصر أمثال توماس وولف في روايته تطلع إلى وطنك ياملاك التي بدأها بهذه الكلمات “كل واحد منا هو مجمل الكل الذي لم يأخذه في حساباته. عُد بنا إلى أيام العراء وإلى الليل مرة أخرى وسترى الحُب الذي بدأ في كريت منذ أربعة آلاف سنة مضت قد انتهى بالأمس في تكساس”.‏

آخر الأخبار
وسط احتفالات جماهيرية واسعة.. إطلاق الهوية البصرية الجديدة لسوريا الشيباني: نرسم ملامحنا بأنفسنا لا بمرايا الآخرين درعا تحتفل .. سماءٌ تشهد.. وأرضٌ تحتفل هذا هو وجه سوريا الجديد هويتنا البصرية عنوان السيادة والكرامة والاستقلال لمستقبل سورية الجديدة الهوية البصرية الجديدة لسورية من ساحة سعد الله الجابري بحلب وزير الإعلام: الهوية البصرية الجديدة تشبه كل السوريين خلال احتفالية إشهار الهوية البصرية الجديدة..  الرئيس الشرع : تعبر عن سوريا الواحدة الموحدة التي لا ت... رئيس اتحاد العمال: استعادة الدور النقابي المحوري محلياً وعربياً ودولياً تطوير البنية التحتية الرقمية بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي تمثال الشهداء..  من ساحة سعد الله إلى جدل المنصّات.. ماذا جرى؟  الفرق النسائية الجوالة .. دور حيوي في رفع الوعي الصحي داخل المخيمات إجراءات لتحسين خدمات المياه والصرف الصحي في بلدة حلا مفاعيل قرار إيقاف استيراد السيارات المستعملة على سوق البيع باللاذقية  الاستثمار في الشركات الناشئة بشروط جاذبة للمستثمر المحلي والدولي  سوريا.. هوية جديدة تعكس قيمها وغناها التاريخي والحضاري الهوية البصرية للدولة.. وجه الوطن الذي نراه ونحسّه  تطبيق "شام كاش" يحذر مستخدميه من الشائعات تأهيل مدرسة "يحيى الغنطاوي" في حي بابا عمرو أهال من جبلة لـ"الثورة": افتتاح المجمع الحكومي عودة مبشرة لشريان الخدمات فتح باب الاكتتاب على مقاسم جديدة في حسياء الصناعية