ثورة أون لاين – شعبان أحمد:
كوني مواطناً مطيعاً و(بسمع) الكلمة والنصيحة على مبدأ أسلافنا (من شاور الناس شاركهم عقولهم) أخذت بتوجيهات ونصائح حكومتنا المتمثلة بدعم وتشجيع المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر… وخاصة الزراعية والحيوانية، وقمت بزراعة عنب (كرمة) وشراء /50/ دجاجة بياضة بعد أن جهزت (القن) اللازم…
ولم أكتف بذلك بل رحت أروج لمشروعي بين أصدقائي وأقربائي إلى أن حققت التوجهات التي تسعى إليها الحكومة عبر نشر ثقافة المشاريع الزراعية والحيوانية والجدوى الاقتصادية (المضمونة) التي تحققها…
الشيء الذي أثار امتعاضي وحفيظتي أن بعض المؤسسات الاقتصادية لم تستطع حتى اللحظة مواكبة فكر حكومتنا لعدم تنفيذها لتوجهاتها وسياساتها… ومازالت في طور الدراسات والعروض وفضها مع كثير من البيروقراطية والروتين….
نعلم جميعاً أن الحكومة جادة في حل مشكلة تسويق الحمضيات، وخلال العام الماضي كثفت اجتماعاتها وتوصياتها بضرورة دعم هذا الانتاج وإيجاد آلية تتصف بالديمومة لحل مشكلة تسويقها وإنشاء معمل عصائر…
هنا مربط الفرس…إذ إن قرار إحداث هذا المعمل قد اتخذ… إلّا أن المعطيات الحالية توحي بأنه لن يرى النور قريباً… حيث إن مؤسسة الصناعات الغذائية مازالت حتى الآن في مرحلة دراسة العروض…
المفارقة أن هناك عرضاً مقدماً من إحدى الشركات الأجنبية قيمته 14,700 مليون يورو ويتضمن ترميم البناء القديم في معمل الأخشاب وبطاقة إنتاجية تصل إلى 50 ألف طن، في حين أن هناك عرضاً آخر يتعهد بإنشاء مبنى جديد ويستقدم أحدث الآلات وبسعر 4,670 ملايين يورو…؟!
هذا الفارق الكبير بين العرضين يقدم أدلة دامغة على التخبط واللعب بالوقت الضائع لتحقيق مصالح شخصية…
الشيء الآخر والمهم جداً….
يقال إن طاقة المعمل 50 ألف طن… وإنتاج سورية يزيد عن المليون طن… والسؤال: ماذا يفعل معمل واحد في حل مشكلة هذا المنتج وبحسبة بسيطة… فنحن بحاجة أقل ما يمكن إلى أكثر من عشرة معامل…
إذاً آفاق الحل تبدو (ضبابية)… ومازلنا نراوح بالمكان مع آمال ضعيفة جداً تؤدي إلى مزيد من الخسائر… وليبق منتجو الحمضيات مستأنسين بأوجاع ستبقى ترافقهم طويلاً…