ثورة أون لاين:
واقع الطب في مدينة دمشق خلال العهدين الزنكي والأيوبي محور كتاب صدر مؤخرا عن الهيئة العامة السورية للكتاب من تأليف الباحث زهير محمد ناجي.
الكتاب الذي حمل عنوان (الطب في دمشق في العهدين الزنكي والأيوبي بيمارستاناته ومدارسه وأحاديث عن مشاهير أطبائه) أضاء على أنواع المؤسسات الطبية الموجودة في ذلك العصر والتي تشمل البيمارستانات أو المستشفيات ودور المرضى والمدارس الطبية وحلقات تدريس الطب الخاصة.
واستعرض الكاتب أبرز البيمارستانات الدمشقية في ذلك العصر مثل البيمارستان الصغير الذي كان يعرف بالبيمارستان العتيق أو البيمارستان الدقاقي والبيمارستان النوري الذي كان مستشفى وكلية لتدريس العلوم الطبية وبيمارستان قلعة دمشق الذي استخدم في زمن دولة نور الدين الزنكي وكان مخصصا لمعالجة السلطان والأسرة الحاكمة وأرباب الدولة.
وأضاء الكاتب كذلك على البيمارستان القيمري أو بيمارستان الجبل ثم البيمارستان الشرقي الذي يقع بالصالحية بالقرب من جامع محي الدين بن عربي.
وانتقل المؤلف للحديث عن مدارس الطب التي تشمل المدرسة الداخورية التي كانت دارا لمهذب الدين عبد الرحيم بن علي بن حامد الدمشقي المعروف بالداخور الذي كان علامة زمانه واليه انتهت رياسة الطب في عصره ومدرسة الطب الدنيسرية التي كانت تقع بحي الحريقة الدمشقي ومؤسسها عماد الدين أبو محمد ابن قاضي دنيسر وخطيبها ومدرسة الطب اللبودية النجمية.
وتناول الكاتب حلقات التدريس الخاصة التي أسست تلبية لحاجات العصر ورغبة الأهل في تعليم ابنائهم هذه المهنة الانسانية الشريفة لما تعطي صاحبها من مكانة اجتماعية وسمعة واحترام كما تطرق الى مجالس التدريس في بيوت الأطباء والتي كانت مصدرا مهما لنيل العلم من أفواه الأطباء ما يجمع بين الخبرة والتجربة.
وخصص الكاتب الفصل الثاني من الكتاب لدراسة بعض ملامح النهضة الطبية في العهدين الزنكي والأيوبي من خلال التطرق إلى حياة الأطباء كفئة اجتماعية مثقفة ودور رئيس أو شيخ الأطباء في تنظيم هذه المهنة والإشراف على المشتغلين فيها وتدريس الطب في العيادات الخاصة وسن التخرج للطبيب مكتبات الأطباء الخاصة والعامة.