ثورة أون لاين- شعبان أحمد:
من يراقب محطات الوقود على كامل الساحة السورية، وكيف وصل الحال لانتظار سيارة تدخل هذه المحطة أو تلك مع تغيير نمط المعاملة يدرك تماماً كم كان حجم التهريب والفساد (المعلن)…!!
في العام الماضي.. وفي مثل هذه الأيام كانت الأزمة المفتعلة في محطات الوقود… وكان الازدحام على أشده رغم أنه (لم يكن بسبب نقص المادة) بقدر ما كان ناتجاً عن طمع صاحب الكازية والمواطن معاً…!!
فصاحب (الكازية) يريد الحصول على أقصى نسبة ربح سواء بالتلاعب بالعداد (إذ إنه في أوقات الازدحام يكون اللعب بالعداد سهلاً) ولم يكن همّ المواطن آنذاك إلاّ ملء خزان سيارته… إضافة إلى عامل التهريب واللعب على وتر (السوق السوداء)…!!
اليوم وبعد العمل بالبطاقة الذكية والتي تسجل لصالح وزارة النفط غاب الازدحام وكذلك التهريب حتى التلاعب بالعداد وصل إلى حدوده الدنيا…
فالمادة متوافرة في كافة محطات الوقود وهذا ما أتاح للمواطن الخيار في انتقاء المحطة الأكثر توفيراً له…
من هنا بدأ التسابق بين أصحاب محطات الوقود إلى كسب (الزبائن) عبر التباهي والتفاخر بنظامية عداد محطته الذي طالما غاب في أوقات الذروة..؟!!
إذاً هي المنافسة والتي من شأنها أن تعود بالسوق إلى مرحلة التوازن ليس فقط في مجال الوقود بل في كافة المجالات الزراعية والصناعية والتجارية…
وأعتقد أن هذا (المبدأ) اختارته لنفسها الحكومة واعتبرته خيارها الاستراتيجي لكسر الأسعار عبر زيادة الإنتاج وعودة المعامل والمصانع إلى سابق عهدها وكذلك زيادة الفعالية التجارية والإنتاج الزراعي إلى أن وصلنا إلى هذه المرحلة… مرحلة التنافس… وبالتالي بدأنا نشهد عروضاً أراحت المواطن… وبدأ يشعر بالفرق…
إلاّ أن الوصول إلى هذه المرحلة لا يعني بالمطلق إطلاق العنان لظلم ذلك التاجر أو الصناعي… والأهم (الفلاح) والذي كان أداة حقيقية في مدّ الاقتصاد السوري بعامل القوة عبر إقباله على الزراعة واستثمار الأرض والهدف هو تحقيق قيمة مضاعفة أتت أكلها في صمود سورية وكسر حصار جائر وأزمة مركبة…
أما وأن يكافأ ذلك الفلاح (سلباً) كما كان بموسم الحمضيات… والآن البطاطا… فهذا مؤشر لا يبشر بالخير لجهة إيصال الفلاح إلى مرحلة الإهمال والعودة إلى ترك أرضه والزراعة…!!
وأعتقد أن هذا ما لا تريده الحكومة…. فالمصداقية على المحك… وكذلك (الثقة)…!!