هزم التنين

ثورة أون لاين – ديب علي حســـن :

الثالثة فجراً، أشعر أن ثمة حركة ما، الباب الموصد يفتح، لاشيء يدعو للقلق، فلا أحد معه مفتاح البيت غير ابني، وبيته المجاور لنا، كان الليل في هزيعه الأخير يراقص نومنا بموسيقا ألفتها حتى كدت أستيقظ حين لا تكون،
يشتد الصوت حينا، لم أشعر بقلق، صحيح أنه ليس هزيع الرعد، ولكن ثقتي المطلقة أنها موسيقا جيشنا، حماتنا، ننام ملء الجفون، وثمة حراس للنهار يعلنون مولده مع كؤوس الفجر الأولى، كؤوس مترعة بنشوة التاريخ وصلوات الأمهات اللواتي غرسن فلذات الأكباد رماحاً تحرسنا، فاخضل الكون بهم .‏‏

أنهض من نومي، يشعل أبني الضوء ويسألني : لماذا لست على الشرفة ؟ ألا تسمع ما يجري ؟ نعم ، أسمع، ولكن ماذا لديك، صواريخ أسرائيل تتشظى في السماء، جنودنا أبطالنا يحيولنها كرات من لهب، أهرع إلى شرفة مطلة على مدى واسع، ياللمنظر، روعة اليد سددت لتسقط جبروت العدو الصهيوني، السماء تتقد، أسمع همس الجيران على النوافذ، هنا صوت، وهناك زغردة حين تنفجر صواريخ الغدر في السماء ….‏‏

تمضي موسيقا الأبطال تحرس سماءنا، تلفنا بحنان الليل وثقة اليد تعرف كيف تصد العدوان، يا للبطولات التي لو ذاق بعض الأعراب حلاوتها، وعرفوا معنى أن تنتصر على عدو ظالم غاشم، قاهر، لو فعلوا ذلك لما كانوا تبّعاً، لوعرفوا كيف يصونون حقوق الأمة لما كانوا ابقاراً على مذابح المال، لما أقتادهم ترامب بحبل وكأنهم قطيع يقاد إلى مذبحه، ولكن قبل أن تجز السكين الرقاب، قبل النحر لابد من حلب الضرع، وممارسة فنون الذل عليهم …..‏‏

لثوان يعبر الخاطر، واسأل : لماذا لايعرفون حلاوة الكرامة، وعنفوان النصر، لماذا ارتهنوا للذل والمهانة، أهذا الذي يجعلهم يكرهون سورية وشعبها وجيشها وقيادتها، لانها _ سورية _ عرّت نفاقهم، كشفتهم على حقيقتهم، حاولت أن تستعيدهم إلى حيث النور والكرامة، لكن من جبل على شيء، وخلق له، لن يغادره، أليس حال ألاعراب كحال ضفدع تخرجه من مستنقع آسن، تضعه على منصة من ذهب و لكنه يعود ليقفز إلى مستنقعه، لقد ألفوا الهوان و حتى صار عندهم طبعاً ومزاجاً وهوية لهم .‏‏

كيف، لا، ومن قبل قرون قال المتنبي : ومن يهن يسهل الهوان عليه، ليس لجرح بميت إيلام ……أغرق لثوان لدقائق لا أدري ليفاجئني صوت المريمين ( مريم ومايا ) : جدو : لا تخف وتضيف مايا : الجيش الله يقيمه ( يعني يحميه ) يضرب العدو، لا تخف جدو، جئنا لنسهر عندك ؟؟‏‏

يعود الصوت قوياً، تسأل مايا : (هي صاروخ يا جدو ) ، نعم ، إنه صاروخ جدو تردف مريم : لا : جدو هي ألعاب نارية، ( ليك ) كيف تنفجر …..، نعم : إنها العاب نارية، عدو غاشم لايعرف إلا لغة القوة، ظن أن الرجال الرجال غير يقظين لغدره، لعدوانه …….‏‏

تمضي الساعات ويهل النهار من عيني مقاتل، من حكاية ليل، من نصر نصنعه كل يوم في ساحات الوغى، لا أحد في تلك الليلة نام، الكل كان يرى بالعين المجردة كيف تبدو سماؤنا حلالاً لنا، حراماً على غيرنا، وحدها مريم حفيدتي تقول لي: (جدو لا تخف أنا رايحة نام الله يحمي الجيش، بدي فيق بكير، عندي روضة وتتويج ) تذهب مريم ومايا تنامان ملء الجفون، شكراً لمن يحرس ملائكتنا، يومنا غدنا، شكراً للسواعد التي تصون وتحمي، شكراً لكم، نعم هزم التنين، ومن وراء قاسيون كان فجر جديد يهل بلون النصر ………‏‏

آخر الأخبار
في أروقة وبوابات المعرض.. سوريا تتعافى وتستقبل العالم الاعتداءات الإسرائيلية تقوّض استقرار سوريا.. متى يضطلع مجلس الأمن بمسؤولياته؟ هيئة المنافذ تبرز ما أنجزته في مشاركتها بمعرض دمشق الدولي تفاعل إعلامي واسع يواكب انطلاقة معرض دمشق الدولي ماذا تعرف عن "خلية الشرعنة" الإسرائيلية السرية في غزة؟ فسحة للترفيه الاجتماعي وتطوير الفكر النقدي.. ميّا: مساحات في المعرض لاكتشاف الهوية الشخصية والثقافي... جهود قطرية متنامية لدعم القطاعات الحيوية والتنمية المستدامة في سوريا فريق المتطوعين في معرض دمشق الدولي..أصوات من خلف الكواليس تركيا.. دعم متواصل لسوريا في وجه التحديات الأمنية والاقتصادية المعارض استثمار استراتيجي يعزز مكانة الدولة السلع السورية بين المنع والتقييد إلى الأردن.. فعاليات اقتصادية لـ"الثورة": الحسابات غير متوازنة خطوة لضمان استمرارية التميز.. قرارٌ بتخفيض نسبة الاستمرار في مدارس المتفوقين إلى 80 بالمئة استضافة بلا نهاية ومعاناة تتجدد.. طلاب الرقة غرباء في جامعاتهم بصرى الشام تكتسي حلل الجمال لإطلاق "أبشري حوران" عودة البنوك إلى نظام" SWIFT" خطوة محورية نحو انتعاش اقتصادي جديد معرض دمشق الدولي.. إنعاش للآمال وعودة للمسار الاقتصادي قصص نجاح جديدة تُكتب بإرادة أبناء سوريا .. رجل الأعمال أحمد رغاب حسين: المعرض بوابة الاستثمار وبناء... "اللؤلؤ المنثور" بين الفن والطب بمعرض اللاذقية مؤسسة فكر وقلب.. للتمكين والتعليم والتنمية معرض دمشق الدولي.. نواة جذب وعنوان الثقة والأمان