ثورة أون لاين- علي نصر الله:
في مثل هذا اليوم من العام الماضي كان دونالد ترامب يعقد اجتماعاً في الرياض مع 52 إمَّعة عربية وإسلامية تحت عناوين التعاون المزعوم، لا التحشيد القذر الذي تقوم به الولايات المتحدة لتفجير المنطقة وضرب استقرارها.
في ذلك اليوم لم يكن ترامب مُنشغلاً فقط بترتيب الصناديق والحقائب التي امتلأت بالمليارات التي عاد بها من السعودية، بل كان مُنشغلاً أيضاً بتحشيد إضافي ضد سورية وإيران والمقاومة، وكأنه كان يفعل استعداداً لما هو بصدده اليوم من أمر تشكيل تحالف دولي ضد إيران!.
رغم أن كل المؤشرات كانت تؤكد ذهاب إدارة ترامب إلى أقصى حدود الجنون بدءاً من خيار الخروج من الاتفاق النووي الإيراني، وليس انتهاء بحماقة نقل السفارة إلى القدس المحتلة، إلا أنّ أحداً ما كان يُمكنه رؤية مقادير العجز تتكرر مرّة بعد أخرى، لا يكشفها أمرٌ كما تفعل الدعوة الأميركية الجديدة لتشكيل تحالف دولي ضد طهران؟!.
التحالف الدولي اختراعٌ أميركي قذر، ابتدعته واشنطن في كل مرّة كانت تريد القفز على فشلها بمحاولة شرعنة حروبها عن طريق استصدار قرارات من مجلس الأمن الدولي، العراق ليبيا اليمن سورية، وأخيراً إيران.
الكذبة ذاتها مع قليل أو كثير من التباينات في التفاصيل التي مهما كانت فإنها لا تلتقي إلا على الهدف نفسه سواء كان ادّعاء محاربة الإرهاب أم ادّعاء تفكيك أسلحة الدمار الشامل أو منع تصنيعها! لقد تكررت الأكاذيب والتلفيقات ذاتها، ويجري التحضير فعلياً وعلى نار حامية لاستنساخها مع إيران!.
نعم، يتكاثر الحديث هذه الأيام عن تشكيل تحالف دولي ضد إيران بقيادة الولايات المتحدة، لكن في مُقابل صخب ما يُثار بهذا الاتجاه، هناك من يسأل بجدية عن أنه إذا كانت الـ 52 إمَّعة السابقة المُشاركة باجتماعات الرياض 2017 ستُشارك بالتحالف الجديد، فهل هذا يكفي؟.
نظرياً: الخليج المُتعفن يكفي وحده ليُمول ويُسدد التكاليف، لكن ما وزنه السياسي والنوعي؟ وهل ستكون واشنطن بغنىً عن شركائها الأوروبيين في هذا التحالف؟ أم أنها ما زالت تُراهن على عدم قدرة بريطانيا وفرنسا وألمانيا تحمّل تبعات مُخالفتها، والتمسك بالاتفاق النووي؟.
دعونا ننتظر ونرى، لكن قد يكون مُفيداً لأميركا أن تتذكر لو كانت نسيت، أنّ إيران التي كانت في مثل هذا اليوم من 2017 تُجري انتخاباتها الرئاسية بنجاح تُضيف بها صفحة مهمة إلى سجل نجاحاتها، هي أقوى اليوم، وأن سورية التي كانت آنذاك تُواصل تنظيف دير الزور والمنطقة الشرقية من الدواعش ومُرتزقة البيت الأبيض، هي أصلب اليوم…
إن استحضار الصور والمقارنة بينها أمر مفيد، فكيف إذا أُضيف إلى صور اليوم ما لم يُحسب حسابه؟.