ثورة أون لاين-علي محمود جديد:
إنّ نصرنا لن يتحقّق بمجرّد انتهاء القتال، والقضاء على الإرهاب، رغم أنّ هذا هو أساس النصر، ولكن بناء النصر، هو ذلك الذي يلي انتهاء القتال، لأننا لو تركنا الأمور هكذا كما هي: بيوتٌ محطّمة، وأحياء منهارة، وشوارع محفورة هنا، وجبال من الركام تملؤها هناك،
ومصانع منهوبة، ومعامل مُدمّرة، وطرقٌ مقطوعة، لو تركنا الأمر هكذا – حيث انتهى القتال – فكأننا لم ننتصر، والنصر الحقيقي المتكامل يتحقق فعلياً، بمقدار قدرتنا على تجاوز هذه المآسي كلها، وإزالة آثار الإرهاب بالكامل، والبناء على الإزالة، لتيبيسِ كل ما حاول أن يغرسه بأياديه الآثمة، وذلك باستخدام طاقاتنا الثرية والغنية، طاقاتنا البشرية والفكرية، والأخلاقية، وطاقات الحب التي آن لنا أن نُفجّرها ونعطيها بسخاء، لهذا الوطن الرائع الذي احتضننا، وكان حنوناً علينا، وحافظ على كياننا وكرامتنا، وكان وطناً أبيّاً ورافعاً لواء العزّة، رافضاً الخضوع لأولئك الأعداء، بأن يجعلوا منه مطيّةً لتحقيق مآربهم، فامتطاهم، وأذاقهم طعم القهر .. والخيبة .. والهزيمة، ليعلو شامخاً بهذا الكبرياء، الذي زلزل العالم، وهزَّ أركانه الأربعة.
آنَ لنا أن نُحيّد كل شيءٍ مبدئياً، ونتجه جميعاً بكل قوانا وعزائمنا، يداً واحدة، من أجل عيون هذا الوطن الرائع، لنردَّ له الجميل، فنبحث عن كلّ ما يمكن أن يصبّ في خدمته، وإزالة أنقاضه، لا لنعيدهُ كما كان، بل أفضل مما كان، فلنبدأ معاً المسيرة التي ينتظرها وطننا الغالي، مسيرة إعادة الإعمار، وليس لنا أن نُخيّبه.
إنّ إعادة الإعمار لا تقتصرُ على الحكومة وحدها – على الرغم من أهمية دورها ومحوريته – لأننا كلنا معنيون بهذه الإعادة، فهي أوسع من حكومة، وشاملة للشعب كله .. لا تستثني
أحداً .