جاهدت دول في مقدمتها روسيا، متمتعة بتنسيقها الدائم مع الحكومة السورية، وإيران غالباً.. لاستبدال رايات الحرب من حول إدلب السورية دائماً وبكل تأكيد, برايات السلام أو مساعي السلام.. التي عبر عنها اتفاق سوتشي.. والذي حظي بموافقة الحكومة السورية والحليف الإيراني، ومن الأصل فإن الاتفاق ما كان ليقوم ويعلن لولا موافقة الحكومة السورية ممثلة بالحليف الروسي.
سورية تدعم بطرق مختلفة اتفاق سوتشي وفرصته لتحقيق السلام من حول ادلب وكامل الأراضي السورية… الدعم السوري قضية أمل وعمل لإخراج البلد من اتون الحرب وجحيم التدخلات. لا يمثل المكر بحثاً عن تحقيق المطامع.. ولا النفاق بحثاً عن استمرار الحالة التي نمر بها.. التي ليس لها أن تستمر.. أبداً.. لذك جاء الاتفاق مؤقتاً ولزمن محدد.. كما نُصّ عليه وكما أوضحت سورية.
تدعم سورية بثلاثة مواقف، مشروع السلام الذي يفترض أن يكون اتفاق سوتشي أحد مقدماته بكثير الفعل المتقن وقليل الكلام.. لتترك للمروجين المهرجين الرقص من حوله على فضائيات العام ووسائل اتصاله.. ذاك هو حالهم مع كل تطور في الحالة السورية..
الموقف الأول.. هو ما أوردناه من التعامل مع الاتفاق كحالة مؤقتة تتجه لإعادة محافظة إدلب إلى كنف الدولة السورية.. في كل الأوضاع السياسية داخلها.. التي يختارها شعبها. هذا موقف ضروري كي لا يظن أحد أن الحالة يمكن أن تستمر طويلاً.. إلا في حالة عودة محافظة إدلب بكاملها إلى كنف الحكومة السورية.
الموقف الثاني.. هو الحفاظ على جهوزية الجيش والقوات المسلحة للتدخل عند الضرورة لاستعادة إدلب محررة بالكامل. هذا ليس من باب التهديد.. بل هي الحالة التي كانت قائمة وتم ايقافها مؤقتاً لإعطاء فرصة مؤقتة للعمل السياسي واتفاق سوتشي.
ومن المؤكد أن الجيش أصبح بوضعية أفضل للعملية العسكرية.. في الوقت الذي تراجعت فيه قوة الإرهاب ولا ريب..
الموقف الثالث.. المرسوم الذي أصدره السيد الرئيس بشار الأسد والذي يمنح عفواً عن كامل العقوبة لمرتكبي جريمتي الفرار الداخلي والخارجي والمتخلفين عن خدمة العلم..
هذا المرسوم يقدم جواباً لسؤال دأب الإعلام على طرحه في الآونة الأخيرة بموضوعية حيناً وبخبث أحياناً: إلى أين يذهب المسلحون الذين يسلمون سلاحهم وغير المسلحين من معارضين.. هذا بالنسبة للسوريين منهم.. وماذا عن غير السوريين..؟
يذهبون كل إلى بلده وحكومة بلده..
إلى العفو والمصالحة وبناء المستقبل يداً بيد في سورية بالنسبة للسوريين.. وإلى جهنم وبئس المصير لغير السوريين..
أسعد عبود
التاريخ: الأربعاء 10-10-2018
رقم العدد : 16807