الثورة:
أكد الأستاذ خالد الخلف، المدير العام لمؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة، أن الرئيس أحمد الشرع قدّم خلال الأيام السابقة لخطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة صورة مختلفة لسوريا الجديدة.
وأوضح أن الرئيس الشرع ظهر رئيساً يتحرك على الساحة الدولية بلغة جديدة، يلتقي القادة العرب والغربيين، يجتمع مع رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، يلتقط الصور مع كبار المسؤولين، ويشارك في فعاليات اقتصادية موازية للقمة الأممية، هذه المشاهد – بحسب الخلف – وجّهت رسالة واضحة بأن دمشق تريد طي صفحة الماضي ومد اليد إلى العالم على قاعدة السلام والاحترام المتبادل.
ولفت الخلف إلى أن صورة الشرع مع ميلوني «تحمل أكثر من رسالة: دبلوماسية رشيقة، وسياسة واثقة، ونظرة تقول أنا مثل بترايوس واحدة من أولئك المعجبين الكثر»، في إشارة إلى تعليق الجنرال الأميركي السابق ديفيد بترايوس الذي قال علناً: «سيدي الرئيس، لديك معجبون كثر»، واعتبر الخلف أن كلمات بترايوس لم تكن مجاملة عابرة، بل شهادة على أن «الهيبة لا تُستورد بل تُصنع وتُستعاد».
وبيّن المدير العام لمؤسسة الوحدة أن الرئيس الشرع لم يذهب إلى نيويورك ليُلقي خطاباً بروتوكولياً، بل ليعلن عن «إطلاق سوريا الجديدة»، مشيراً إلى أن حضوره ولقاءاته وتصريحاته رسمت معالم مرحلة جديدة في السياسة الخارجية السورية، حيث تسعى دمشق إلى الظهور كدولة قادرة على المصافحة لا المواجهة، وعلى الشراكة لا العزلة.
وختم الخلف بالتأكيد أن الرئيس أحمد الشرع يقف اليوم على منبر الأمم المتحدة حاملاً رسالة ملايين السوريين بعد معاناة طويلة، مدعوماً بتقدير دولي متنامٍ وتوقعات عالية بأن يكون خطابه نقطة انطلاق لعلاقات أكثر انفتاحاً مع العالم. وقال الخلف في ختام تعليقه: «سوريا التي عانت تريد أن تصافح العالم بسلام وباحترام».
وقبل أن يعتلي الرئيس الشرع منصة الأمم المتحدة في دورتها الثمانين بنيويورك، كان قد نجح بالفعل في خطف الأضواء والإعجاب داخل أروقة المنظمة الدولية، إذ جعلت سلسلة تحركاته الدبلوماسية المكثفة ولقاءاته المتنوعة مع قادة دول وحكومات اسمه محور أحاديث الصحفيين والدبلوماسيين قبل أن يبدأ خطابه المنتظر.