لا يزيد طول الشاطئ السوري على البحر المتوسط عن مئة وتسعين كيلو متراً بينما تمتد معظم الدول العربية والإقليمية المتشاطئة معه على طول مئات وبعضها آلاف الكيلو مترات… رغم ما تقدم نجد أن الوزارات والجهات العامة ذات العلاقة لم توظّف أو تستثمر هذا الشاطئ ولو بالحدود الدنيا للاستثمار المفيد والمنتج..!
هذا الكلام قلناه مرات عديدة في زوايانا وتقاريرنا وتحقيقاتنا الصحفية على مدى سنوات عديدة ماضية، وناقشناه بشكل مباشر مع العديد من القائمين على الإدارة المحلية والسياحة وتمنينا عليهم التحرك الجاد وتصويب الخلل الحاصل هنا وهناك قبل فوات الأوان.. لكن دون جدوى حتى الآن بكل أسف لأسباب مختلفة معظمها غير مبرر وغير موضوعي.
فمنذ أيام زرنا بعين المراقب منطقة بصيرة السياحية، ومنطقة (مدينة) الإسمنت السكنية الواقعتين على الشاطئ شمال مدينة طرطوس ليتبين لنا مجدداً أن الجهات المعنية كانت وما زالت أبعد ما تكون عن توظيف شاطئنا التوظيف الصحيح للحاضر والمستقبل لا بل يمكننا القول إنها تخرّب وتشوّه وتهدر القسم الأكبر منه دون أن تجد من يسألها أو يسائلها أو يحاسبها أو يوقفها عند حدها!.
نقول ذلك لأن منطقة بصيرة السياحية تعامل معاملة منطقة أبعد ما تكون عن السياحة (بلدية درجة رابعة) وبالتالي باتت أبنيتها متراكمة فوق بعضها ومشوّهة معمارياً وخدمياً وكأنها منطقة مخالفات جماعية.. هذا إضافة لسوء الخدمات فيها من نظافة وصرف صحي وشوارع وأرصفة و..الخ
أما مدينة الإسمنت العمالية وضاحية السكن العمالي المتوضعة على مساحة كبيرة من الشاطئ غرب معمل الإسمنت مباشرة فقد تم ويتم استثمارها بأسوأ ما يكون الاستثمار من حيث الواجهات المعمارية وهدر الأراضي بالتوسع الأفقي دون التوسع العمودي وبقاء مساحات كبيرة بدون توظيف منتج حتى الآن.. يضاف إلى ذلك التأخير الكبير في هدم مساكن المدينة السكنية التي باتت مهترئة وغير صالحة للسكن ومن ثم إعادة البناء والاستثمار بطريقة مجدية من حيث عدد العمال المستفيدين الذي سيزيد عدة أضعاف عن العدد الحالي ومن حيث إقامة استثمارات تجارية وسياحية وخدمية تفتقر إليها تلك المنطقة الآن رغم أهميتها البالغة وموقعها الاستراتيجي..الخ
نكتفي بما تقدم ولنا عودة أخرى..
التاريخ: الخميس 11-10-2018
رقم العدد : 16808