ثورة أون لاين – مصطفى المقداد:
يتخوف الكثير من مواطني الجمهورية العربية السورية وغيرهم ممن يناصرون محور محاربة الإرهاب من نتائج الاتفاق الروسي التركي خلال قمة سوتشي ما بين الزعيم فلاديمير بوتين مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان،
معتقدين أن الاتفاق على منطقة منزوعة السلاح قد تسمح للإرهابيين بتعزيز قدراتهم القتالية وتحصين مواقعهم ومحاصرة المدنيين وعدم السماح لهم بالانتقال إلى المناطق الآمنة ، حيث تقوم مؤسسات الدولة بوظيفتها الطبيعية في حماية المواطنين وتأمين حياتهم والحفاظ على ممتلكاتهم، فما مدى صحة هذا الاعتقاد ؟
هناك قلق قد يكون معقولاً ولكن لا يجب أن يخاطر عامل الخوف ذهن أي مواطن لأن الاتفاق محدد بإطار زمني محدد ويوكل إلى إدارة أردوغان سحب الأسلحة الثقيلة وتولي مهمة التعامل مع المجموعات المصنفة إرهابياً بقرار مجلس الأمن الدولي، وخاصة هيئة تحرير الشام ، ذراع تنظيم النصرة في إدلب، وهنا سيكون الاختبار الكبير لمدى التزام نظام أردوغان بمحاربة التنظيمات الإرهابية تحت الرقابة والمتابعة والمشاركة مع الشرطة العسكرية الروسية، الأمر الذي لا يمكن تجنبه من قبل أجهزة الاستخبارات التركية.
وفِي ظل هذا الواقع المعقد ستكون الساحة الإدلبية مفتوحة على احتمالات الاقتتال ما بين التنظيمات الإرهابية بعضها البعض وستظهر الخلفيات العدوانية لها وسيكون الحسم وحده الخيار الاضطراري للمجتمع الدولي ، حيث لن يفيد دي ميستورا تلال الأكاذيب التي وظفها ويسعى لتوسيع إطارها في تبعيته الأميركية ومحاولاته خدمة الإرهابيين عبر تقاريره الكاذبة والمنحازة.
وفوق هذا وذاك فإن حالة الاستعداد المستمرة لقواتنا المسلحة الباسلة تبقى الضمانة الكبرى لشعبنا الذي يثق بأنه ينتظر القرار المقدس لتنفيذ المهمة المقدسة.