ثورة أون لاين- شعبان أحمد:
ومن قال إننا لسنا من دعاة الحفاظ على الحراج والغابات.. أليس الإعلام كان أول المروجين والداعمين للغابات والدعوة المكرورة إلى ضرورة الحفاظ على هذا الغطاء (الثمين) حتى وصلت بنا أننا شبهنا (الغابة) برئة العالم.. لأهميتها وقيمتها التي لا تقدر بثمن..!!
الكل يدرك أن معظم غاباتنا التي كانت تشكل قيمة مضافة لجغرافيتنا تم قطعها.. أو حرقها.. أمام الأعين وعلى رؤوس الأشهاد..!! ومن ثم بدأ التباكي والتظاهر بالحزن والأسى لهذه الثروة الوطنية..!! والتي تحتاج عقوداً لتعود كما كانت..!!
الحجج كثيرة والتبريرات موجودة.. إنها الأزمة.. والتي جعلها الكثيرون (شماعة) لتبرير فشلهم أو تقصيرهم..!!
المفارقة هنا أن هناك العشرات من المشاريع الاستثمارية تم إيقافها أو منعها تحت حجة أن المنطقة حراجية..!! بالمقابل نرى مشاريع أقيمت في منطقة تغص بأشجار معمرة وبلغت من العمر مئات السنين.. والمثال هنا حاضر بقوة.. وهو مشروع سد (البلوطة) في منطقة الشيخ بدر والذي أدى إلى قطع مئات من أشجار (الدلب) المعمرة.. هنا لا أحد يرى.. لا أحد يسمع..!!
بالمقابل نرى أن بعض المشاريع لم تتم الموافقة على إقامتها في منطقة الساحل السوري تحت ضغط أن المنطقة حراجية..!!!
الشيء المثير هنا.. أن الشرط لإقامة مثل هكذا مشاريع يجب أن تكون في منطقة لا تتجاوز نسبة الحراج فيها 10% وبعد دراسة وكشف وتمحيص اتضح أن المنطقة المفروض إقامة بعض المشاريع الاستثمارية فيها بلغت 11%..!!
أي ميزان هذا..؟!
لا أعتقد أنه ميزان ذهب.. ولا الألماس..
إنه ميزان المزاجية المفرطة.. واللعب على المصطلحات لغاية في نفس يعقوب..