عرابة العنصرية ورائدة الفجور السياسي بالمحافل الدولية.. « عين» ترامب تغادر وجهه الأممي.. وتستقيل من تفاصيله الشيطانية

يوما بعد يوم يتأكد التخبط في الإدارة الامريكية، بقيادة الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الامريكية دونالد ترامب، الذي لطالما عمل على تمجيد قراراته الهيستيرية غير المدروسة وغير المسؤولة، وتصرفاته الحمقاء التي لا تمثل الا شخصيته ذات المزاج المتقلب والانتقامي ، المفتقرة الى الفهم العميق المطلوب لكثير من تعقيدات قضايا السياسة الدولية.

فترة الحكم التي تولاها ترامب باتت تلفظ أنفاسها الأخيرة بسبب سياساته الفاشلة وقراراته العنجهية وأصبحت تلقى رفضا علنيا وصريحا من داخل بيته الأبيض ووعلى المستوى الدولي .‏

فمنذ دخوله الى البيت الأبيض وحتى يومنا هذا يحاول ترامب من بوابة الاستكبار العالمي ان ينحى نحو الحرب فاتحا نيران تهديداته صوب كل من لا يمتثل لمشيئته، فقرر ان يرد صاع الانتقام لكل من عارض سياسته وخالف رغباته الامبريالية الاستعمارية في اي دولة كانت ليصل به الامر الى زملائه في الحكم فبات يقصيهم فرداً فردا، فسقوط هذا الكم من مفاصل ادارته خلال عامين فقط هو أمر غير مسبوق في تاريخ الإدارات الأميركية، فبعد مادلين أولبرايت، وهيلاري كلينتون، ظهرت «بلياتشو ترامب» بحسب وصف البعض، أو «عين ترامب» بحسب البعض الآخر، والتي وصفت نفسها ب»الشرطية» في الأمم المتحدة، إنها السفيرة الأمريكية العنصرية صاحبة السجل الاسود بالفجور العدائي ورائدة التحريض على المجتمع الدولي، ومحفزة ترامب بقرار نقل السفارة الامريكية الى القدس المحتلة والمشجعة الاولى للحروب العدوانية على سورية انها مندوبة الولايات المتحدة نيكي هايلي التي أثارت غضب الجميع في الفترات السابقة، ما عدا كيان الاحتلال التي كان كل هذيانها الوقح وتصريحاتها العدائية تصب في خانة مصالحة وتتماشى مع رغباته العدوانية .‏

يوافق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم على استقالة هايلي من منصبها فجأة، دون تقديم أي أسباب مقنعة، فبعد ان شجعت هايلي ترامب جنباً إلى جنب في الكثير من القضايا كخروج الولايات المتحدة من مجلس حقوق الإنسان واليونسكو وبعض المؤسسات والاتفاقيات الدولية الأخرى، و كانت الواجهة الأولى في تبرير قطع الولايات المتحدة للمساعدات عن الأونروا وكذلك الخروج الأميركي من الاتفاق النووي الموقع بين مجموعة 5+1، ليصبح الصعب بعد هذا الماضي الكشف عن السبب الأساسي لانفصالها عن إدارة ترامب، لكن دائرة البحث عن السبب الأساس لهذا الانفصال اتفقت حسب كثير من المحللين على ان السبب هو ان وجود هايلي في الحكم يشكل خطراً على ترامب من تمثيلها امريكا لخوض الانتخابات الرئاسية عام ٢٠٢٠ وتجنبا لزعزعة تماسك الجمهوريين في هذه الانتخابات، ودرءاً للتأثيرات التي من الممكن أن تتركها على نتائج الانتخابات النصفية المقبلة.‏

باستقالة هايلي يتداعى أحد أضلاع المثلث الهجومي في استراتيجية ترامب الخارجية، وسيتعين على البديل الذي سيختاره ترامب محلها مواصلة استراتيجيته في التهجم العدواني على هذا البلد وذاك مستعينا كذلك ب بومبيو وبولتون في العامين المتبقين من رئاسته. ويرى مراقبون ان استقالة هايلي من منصبها لا يعني أن من سيخلفها سيكون أفضل منها، فالعنصرية والكراهية ودعم جرائم الحرب الإسرائيلية باتت من صلب نهج وايديولوجيا وسياسات إدارة ترامب.‏

من رحم الصهيونية ولدت هايلي ،وهي بحسب المعلومات المتواترة هي ابنةٌ لأبوين مهاجريْن هنديين واسمها الحقيقي نيمراتا، وكانت من أشد المنتقدين لسلوك ترامب خلال حملته الانتخابية، لكنه بعدما عيّنها سفيرة للولايات المتحدة الأمريكية لدى الأمم المتحدة في 23 تشرين الثاني 2016، تحسنت العلاقة بينهما.‏

ظهرت صهيونيتها بارزة جدا في مجلس الأمن عند قرار ترامب الجائر حول القدس المحتلة، حيث اعتبرت أن التصويت لصالح القدس من قبل 14 دولة هو «إهانة لن تنساها الولايات المتحدة، وهددت بعجرفة وباسلوب مارق على الشرعية الدولية الدول 193 الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة في حال التصويت ضد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني.‏

وصفها كاتب الاحتلال الإسرائيلي جدعون ليفي في مقالة له في شهر نيسان بصحيفة «هآرتس» بأنها «سفيرة إسرائيل في الأمم المتحدة»، وأنها إسرائيلية أكثر من اليمين العنصري في الكيان الصهيوني، وأنها أداة لـ»دعاية الكذب»، فقد قادت هايلي حملة الأمم المتحدة شباط الماضي لرفض تعيين رئيس الوزراء الفلسطيني السابق سلام فياض مبعوثًا للأمم المتحدة إلى ليبيا، وقالت صراحة: إن سبب الرفض أنه «فلسطيني»، كما تسببت في دفع رئيسة اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا) التابعة للأمم المتحدة للاستقالة بعد أن أصدرت اللجنة تقريرا في اذار الماضي وصف الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بأنها تمييز عنصري.‏

وفي أواخر العام الماضي زارت هايلي مناطق الاحتلال الإسرائيلي وسط ترحاب صهيوني فاضح، وفي كلمة أمام مؤتمر اللجنة الأمريكية الإسرائيلية للعلاقات العامة «إيباك»، قالت هايلي: إن أيام توجيه التهم والإدانة لإسرائيل قد انتهت، على كل من يقول إنك لا تستطيع تحقيق شيء في الأمم المتحدة، فإنهم بحاجة إلى معرفة أنّ هناك شرطيا جديدا في المدينة.‏

وقبل تعيينها سفيرة لدى مجلس الأمن، كانت هايلي قد وقعت على تشريع حكومي لإجهاض حملة مناصرة للفلسطينيين ضد الاستثمار في «إسرائيل»، تعرف باسم « مقاطعة وفضح وعقاب»، الأمر الذي جعل إسرائيل أول من ترحب بترشيحها لهذا المنصب، وسبق أن دعت هايلي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، للتدخل وعرقلة تصويت مقترح على وضع مدينة الخليل المحتلة، يقول إنها في خطر بسبب الممارسات الإسرائيلية التهويدية.‏
الثورة – رصد وتحليل
التاريخ: الخميس 11-10-2018
رقم العدد : 16808

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة