يبدو أن براءة ذمة المواطن المالية أصبحت موضة في هذه الأيام، فحيثما اتجهت ولأي مؤسسة دخلت لإجراء معاملة ما فأول طلب هو براءة ذمة، أي يجب أن تكون ذمتك بريئة من الالتزامات المالية من كهرباء وماء وهاتف وغيرها…
الطلب في ظاهره بسيط ولكن في تفاصيله إرهاق للمواطن مادياً ومعنوياً ويفتح عليه أبواب لا قبل له بها.. فعلى سبيل المثال لا الحصر طبعاً، المعاملات التي يقوم بها المواطنون في هذه الأيام لتعويضهم عن الأضرار التي لحقت بممتلكاتهم من قبل الإرهابيين، يحمل المواطن معاملته وهو يمني النفس بتعويض سريع يعوضه جزءاً يسيراً عما لحق به ليجد نفسه يدفع بدلاً من أن يأخذ.. عن طريق الطلب منه إبراء ذمته تجاه مؤسسات الكهرباء والهاتف والماء، على الرغم من أن المواطنين كانوا مهجرين خارج منازلهم حوالي الست سنوات، وعلى الرغم من أن المبالغ المطلوبه المترتبة تجاه المواطن هي عبارة عن رسوم فقط ولكن نتيجة تراكمها لسنوات أصبحت مبالغ كبيرة جداً ترهق هذا المواطن المرهق أصلاً.
فهؤلاء الناس منكوبين فهل نزيد الطين بلة ونحمّلهم ما لا طاقة لهم به…؟.
ولماذا لا يتم تأجيل تحصيل هذه الرسوم إلى ما بعد أن يحصل المواطن على التعويض…
مثال آخر: إذا ورثت أي أملاك منقولة أو غير منقولة فعلى جميع الورثة مهما بلغ عددهم أن تكون ذمتهم بريئة كهربائياً وهاتفياً و مائياً وصحياً… إلخ… حتى يحصلوا على حصتهم الإرثية.
تذهب لترسيم سيارتك يُطلب منك براءة ذمة من المرور وهناك تدخل في دوران المخالفات الغيابية غير المحقة في معظمها.
وقد وصلت براءة الذمة إلى المواطنين الذين استملكت بيوتهم فيما يعرف بتنظيم خلف الرازي، فعندما راجعوا المديرية المسؤولة لاستلام بدلات الإيجار عن هذا العام فوجئوا بالطلب منهم إحضار براءة ذمة الكهرباء والماء والمحافظة والمالية..
نحن مع تحصيل وتحسين الدولة لمواردها ولكن يجب أن يكون هناك محددات منطقية عند اقتراح الضرائب والرسوم والمطالبة ببراءة الذمم.
ياسر حمزة
التاريخ: الخميس 11-10-2018
رقم العدد : 16808