ضم المعرض الفني المشترك للفنانة التشكيلية هيفاء عبد الحي والمصور الفوتوغرافي م.عصام أبو الحسن 31 لوحة (ديجيتال مع تشكيل زيتي) بعنوان (فنانان ولوحة) وذلك في صالة منتدى الفن (الآرت فورم).
والمعرض عبارة عن تجربة فنية لدمج الفن الرقمي (Digital art) مع التشكيل الزيتي في لوحة واحدة وشغل القسم الأكبر منه على قماش كانفاس بأحجام متنوعة, والتجربة الجديدة تهدف إلى محاولة إعادة صياغة اللوحة لخلق عمل منسجم متوازن ومتناغم من حيث اللون والتشكيل والتكوين تحمل من الناحية التقنية مخزونا ثقافيا بصريا كبيرا متضمنة أجواء ابداعية تحمل الجرأة والشجاعة.
وطرح المعرض فكرة التقارب والتمازج بين عين المصور الفوتوغرافي وطريقة رؤيته للمحيط وعكس انطباع الفنانة التشكيلية على سطح اللوحة من خلال الريشة.
يقول أبو الحسن إنه ولتزاوج تقنيات فنية مختلفة وخلق عمل فني مشترك يحتاج الى الخبرة والانسجام بين الفنانين وهو ليس بالامر البسيط فالمعرض تم تحضيره على مدار ثلاث سنوات قمت خلالها بالتقاط العديد من الصور المستمدة من الطبيعة وبعدها اختارت الفنانة مجموعة منها لتنجز العمل وهو الجزء الأصعب. ومن المعروف أن هناك تجارب مشابهة قدمت في مجال الأدب (الرواية) والنحت وغيرها ولكن مايختلف في تجربتنا هو اختلاف التكنيك. متمنيا أن تضيف هذه التجربة شيئا جديدا للحركة الفنية في المحافظة.
وتقول عبد الحي: إن الفكرة نشأت خلال معرض للاستاذ عصام عام 2015 ومن خلال حوار عن لوحاته المنفذة بالفن الرقمي والخبرة التي يملكها في الكمبيوتر وبرامجه وولدت الفكرة وهي دمج الرسم الزيتي بالرسم الرقمي, حيث واجهت الكثير من الصعوبات منها إنه ليس من السهل التواجد داخل لوحة لفنان آخر والتفاعل مع اللون والفكرة, لكن الوقت ومراقبة العمل أدى إلى تخمر الفكرة وإلى نشوء خطوط تلائم كل لوحة وتنطلق من روح العمل الرقمي دون التأثير على أسلوبي الخاص وما سهل الأمر تقارب الكثير من الأفكار بين مايقدمه الفنان عصام وبين أسلوبي.
تضيف عبد الحي: عندما بدأنا بتنفيذ الأعمال لم نفكر بالهدف في البداية كنا نراقب التجربة ثم تطورت لتنتج لوحة متكاملة واندماج سطوح الديجيتال الملساء بألوانها المبهرة والتكوينات المتلاشية مع لزوجة اللون ولمعته وضربات الريشة وكنا راضين عن النتائج والحدث الجميل مع التوقيع المشترك.
فالتعاون يخلق نوعا جميلا من السعادة فهي تجربة جميلة ومميزة زادت خبرتي بالألوان وبالدمج وبتكوين لوحة داخل أخرى وزادت قدرتي على صياغة التكوينات رغم عدم وجود مساحة بيضاء.
الفنان التشكيلي فؤاد أبو ترابي: المعرض محاولة اخراج لوحة فنية متكاملة بين الرسم االمباشر باليد والرسم بالكمبيوتر فكان المعرض جميلا يحمل فيه التجديد وتظهر نتائجه في المستقبل ولكني كفنان تشكيلي أفضل لمسة الفنان وريشته واحساسه على سطح اللوحة وعدم استخدام أدوات أخرى.
الفنانة التشكيلية سوسن أبو فراج مدرسة في معهد الفنون التطبيقية والتشكيلية: الفكرة صعبة التطبيق وهي العمل على لوحة منجزة مسبقا روح الفنان فيها وهي المحافظة على التوازن بين الأسلوبين وعدم طغيان فنان على آخر وتحتاج هذه التجربة لقوة وجرأة وخيال خصب لتستوحي من العناصر الموجودة وتوظيفها بأسلوب خاص والفنانة من الذكاء بحيث ادخلت رموزها الخاصة فوق اللوحة ووظفت خطها واستفادت من الخلفية ومن العناصر ولكن هناك تباين بالجودة بين اللوحات فبعض اللوحات ظهرت شخصية الفنانة ورموزها وألوانها بشكل واضح عكس البعض الآخر.
ويذكر أن الفنانة عبد الحي خريجة معهد الفنون التطبيقية في دمشق, اختصاص نحت 2003 ومشاركة في العديد من الملتقيات(نحت – تصوير زيتي) في سورية ولها 4 معارض فردية وعدة مشاركات جماعية, والفنان أبو الحسن له 7 معارض فردية ومعرض مشترك.
جمانة شجاع
التاريخ: الجمعة 12-10-2018
رقم العدد : 16809