سورية تتحضر لمرحلة ما بعد الإرهاب.. «إســرائيل» تــراوح في دائــرة حماقــاتها.. وواشــنطن تحذرها من المغامرات

بدأت كوابيس الارهاب بالانحسار عن اغلب الجغرافية السورية بفضل بطولات الجيش العربي السوري الذي عاهد على إعادة الأمان والاستقرار لكافة الاراضي السورية وبمختلف الاتجاهات،

لتبدأ سورية بعدها الانطلاق الى إعادة الاعمار والعمل على توطيد الجهود الانسانية وغيرها من اشياء تحاكي إعادة الوضع الى سابق عهده قبل الحرب الإرهابية التي شنها الغرب الاستعماري وأدواته الإقليمية والمستعربة على السوريين واستهدفت وجودهم ومقومات حياتهم.‏

فانتصارات الجيش على الإرهاب وداعميه التي ترسخت في المشهد السوري الحالي، وتم تعزيزها انجازا ميدانيا وسياسيا جاءت نتيجة تراكمات سياسية وانتصارات عسكرية حققها الجيش العربي السوري في مختلف المناطق.‏

فالمنطقة تشهد اليوم توازنات جديدة أهمها استعادة الجيش العربي السوري لمعظم الأراضي السورية وتحريرها من الجماعات الإرهابية وتمسك الحليف الروسي أكثر من أي وقت مضى بمواقفه ورفضه اي مس بالخارطة السورية من خلال توازنات إقليمية.‏

تنظيم داعش الارهابي آخر أوراق أميركا في الجنوب أصبح في عداد المنتهي، ما جعل الإدارة الأميركية في حاجة إلى ورقة ضغط تستخدمها في بازاراتها السياسية، فداعش كما التنظيمات الارهابية الأخرى التي صنعها المال العربي والسلاح الصهيوأميركي كان هدفها في سورية تدمير محور المقاومة، ولكن الواقع يقول ان محور المقاومة أصبح أكثر قوة، كما انه اكتسب خبرة ميدانية وعملية زادت من قوته ومن حاضنته الشعبية والإقليمية، على عكس التوقعات الصهيو اميركية، وبالتالي يستشيط الغضب الاميركي من تلك التطورات وينعكس بذلك مزيداً من الاخفاقات.‏

وجاء الاعتراف الاميركي بالنصر السوري واضح لا يحتاج للتفسير، من خلال ما قاله وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو ان الازمة في سورية باتت عند منعطف وان الدولة السورية عززت سيطرتها على الأرض.‏

أما إسرائيل الضائعة بين منعطفات الاحداث ومتاهاته فلا تزال تراهن على حماقاتها على الرغم من عشرات الدروس التي اخذتها خلال زمن ما يسمى الربيع العربي المشؤوم في محاولة منها لاستخدام استراتيجية التنفيس عن ضغوطاتها التي تأتي من كل حدب وصوب.. فمراكز القوة التي لطالما بنت عليها غطرستها وعنجهيتها بدأت تلوح لها بوجوب التروي والهدوء قبل هبوب العاصفة، بحيث لا ينفع الندم.‏

تلك الرسالة يبدو أن الحليف الاميركي ارادها أن تصل الى مسمع الاسرائيلي بعد أن بدأ يسعى لطرح عنترياته ومسرحياته البطولية المزعومة ، في زمن الانتصار السوري الروسي.‏

فقد ذكرت تقارير صحفية أن قرار وزارة الحرب الأميركية «البنتاغون» بشأن إجراء المزيد من الاختبارات على طائرة «إف-35»، يدل على أن واشنطن لا تؤمن بفعالية هذه الطائرة ضد منظومة الدفاع الجوي «إس-300» الروسية التي استلمتها سورية من روسيا مؤخراً.‏

أما في الشمال فلا يزال اردوغان الاخواني يتعكز على مزيد من الوقت في محاولة مفضوحة منه للالتفاف على الاتفاق على الرغم من الزوبعة الاعلامية التي حاولت تشتيت الرؤية..فطبع الغدر يستشري في عروقه الاخوانية، وبالتالي يواصل اللعب على الاتفاق في تجزئة الصورة، وقد ظهر ذلك من خلال التغاضي عن بعض التنظيمات الارهابية التي لم تسلم سلاحها الى الان بعلمها وتدبيرها.‏

محللون يرون بأن تصرفات اردوغان هذه تأتي في سبيل التعويض منه عن الفشل الذريع الذي لحق به في تحقيق اوهامه العثمانية التوسعية في ادلب والمحافظة على ارهابييه ومرتزقته هناك، بحيث لم يعد في جعبته المزيد، فكان لابد من المماطلة قليلاً فخسارته الرهان في ادلب وفقدانه اوهامه هناك دفعت به للبحث مجدداً عن استرضاء الاميركي من خلال تعلقه بملف منبج ومحاولة إنعاش فرصته الأخيرة هناك، من خلال استعطاف سيده الاميركي وارسال رسائل التطمين وترطيب الاجواء التي يمكن أن تأتي بثمار تعيد له بعض مما فقده.‏

في غضون ذلك لا تزال إدلب والمناطق المحيطة بها تشهد فوضى أمنية عارمة بسبب اقتتال التنظيمات الإرهابية، تمثلت بازدياد حالات الاغتيال والتصفيات والتفجيرات، وعمليات خطف مقابل فدية، وهو ما جعل المدينة تعيش حالة عدم استقرار فخلال الأيام الماضية طالت سلسلة اغتيالات، متزعمين من هيئة تحرير الشام «جبهة النصرة سابقاً» في الشمال السوري، بينهم أحد مستشاري متزعم التنظيم «أبو محمد الجولاني».‏

وبالعودة الى الرواية الكيماوية الهزلية المزعومة التي لطالما تلطى خلفها حلف العدوان الداعم للإرهاب في سورية تظهر للعلن بين الحين والاخر حقائق تفند تلك المزاعم وتصوب الحقيقة عبر تبيان مصدر تلك الاسلحة الكيماوية ومستخدموها.‏

وبالتالي حملت موسكو على لسان رئيس المركز الروسي للمصالحة في سورية الفريق فلاديمير سافتشينكو، الدول الغربية مسؤولية حصول المجموعات الإرهابية في إدلب على مواد سامة نتيجة تصرفاتها اللامسؤولة ودعمها لمجموعات إرهابية لتنفيذ هجوم كيميائي بغية تبرير عدوان خارجي على سورية.‏
الثورة – رصد وتحليل
التاريخ: الجمعة 12-10-2018
رقم العدد : 16809

آخر الأخبار
بعد حسم خيارها نحو تعزيز دوره ... هل سيشهد الإنتاج المحلي ثورة حقيقية ..؟  صرف الرواتب الصيفية شهرياً وزيادات مالية تشمل المعلمين في حلب  استجابة لما نشرته"الثورة "  كهرباء سلمية تزور الرهجان  نهج استباقي.. اتجاه كلي نحو  الإنتاج وابتعاد كلي عن الاقتراض الخارجي  الهوية البصرية الجديدة لسوريا .. رمز للانطلاق نحو مستقبل جديد؟ تفعيل مستشفى الأورام في حلب بالتعاون مع تركيا المؤتمر الطبي الدولي لـ"سامز" ينطلق في دمشق غصم تطلق حملة نظافة عامة مبادرة أهلية لحفر بئر لمياه الشرب في معرية بدرعا السيطرة  على حريق ضخم في شارع ابن الرشد بحماة الجفاف يخرج نصف حقول القمح الإكثارية بدرعا من الإنتاج  سوريا نحو الانفتاح والمجد  احتفال الهوية البصرية .. تنظيم رائع وعروض باهرة "مهرجان النصر" ينطلق في الكسوة بمشاركة واسعة.. المولوي: تخفيضات تصل إلى 40 بالمئة "الاقتصاد": قرار استبدال السيارات مزور مجهولون في طرطوس يطلبون من المواطنين إخلاء منازلهم.. والمحافظ يوضح بمشاركة المجتمع الأهلي.. إخماد حريق في قرية الديرون بالشيخ بدر وسط احتفالات جماهيرية واسعة.. إطلاق الهوية البصرية الجديدة لسوريا الشيباني: نرسم ملامحنا بأنفسنا لا بمرايا الآخرين درعا تحتفل .. سماءٌ تشهد.. وأرضٌ تحتفل هذا هو وجه سوريا الجديد هويتنا البصرية عنوان السيادة والكرامة والاستقلال لمستقبل سورية الجديدة