بـروبـاغنــدا دعـــائيـــة ضخمـــة وحبـــل أكاذيبهـــا طـويــــل.. أميركا تســــوق لاســـتراتيجيـــة جــديــــدة للاســتثمار بالإرهـــاب

منذ لحظة انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الامريكية، بدأت الماكينة الاعلامية الامريكية بضخ الاكاذيب وتسويق الخداع والترويج للدور الامريكي المزعوم في مكافحة الارهاب وبدأت جوقة التضليل الدعائي بعزف الاسطوانات المشروخة بان الولايات المتحدة ستقضي على الارهابيين اينما وجدوا،

و ستدحر «الارهاب» الذي صنع في مختبراتها ودعمته وصدرته ليتمدد داء خبيثا على امتداد الخارطة الدولية، لتدحض الوقائع فيما بعد الحملة الدعائية الكاذبة ان كل ما تم تسويقه اعلاميا يندرج بالمحصلة في خدمة تنفيذ المخططات الاستعمارية الامريكية ، وتمهيدا لحقبة من الحروب في عدد من الدول التي لطالما عملت امريكا على اشعال فتيلها، موقدة حطب الازمات المفتعلة تحت ذريعة استئصال «الارهاب»، التي تم تشكيله على يد المخابرات الامريكية، لتجلس بعدها على ناصية المشهد تصفق للخراب الحاصل بسوءة افعالها.‏

في منطقة الشرق الأوسط وجد ترامب اطماعه فراح ينفث سموم الارهاب لتأجيج مشهد الحروب وافتعال الفتن وتعطيل الحلول، ظنا منه انه الحاكم المطلق لدول العالم والآمر الناهي بكل تحركاته وإن كل الامور يجب ان تجري وفق مشيئته الامبريالية وتصب بالمحصلة في خانة اطماعه.‏

فحالة التماهي الكامل والارتباط الأمريكي اللامتناهي مع التنظيمات الارهابية مثبتة وموثقة بالادلة والبراهين تمويلًا وإسناداً, بدءاً من القاعدة وليس انتهاء ب»داعش» الذي تم استيلاده في المختبرات الامريكية و تصديره للمنطقة, ليبقى الشرق الاوسط على صفيح ساخن يضرب الارهاب الدموي كل مقومات وجوده,خدمة لمصالح لا تقف عند حدود بيع الاسلحة التي تصنعها الشركات الامريكية بل تتعداه لما هو اخبث وأخطر في تقسيم مخطط وتفكيك ممنهج للمنطقة برمتها.‏

خطاب ترامب خلال فترة توليه الرئاسة الذي ركز فيه على القول انه سيغير استراتيجية الولايات المتحدة في محاربة الإرهاب، وانه يجهز استراتيجية للقضاء على «داعش» خلال ثلاثين يوماً، ما كان الا تأكيد على كم الكذب والمراوغة في السياسة الامريكية ليتضح فيما بعد انه كغيره من الادارات الامريكية جاء لتحقيق الاطماع الاستعمارية عبر التحكم والسيطرة على منابع الطاقة في المنطقة.‏

اللافت في الاستراتيجية الامريكية انها بين الحين والاخر تسعى لتعويم شعار معين تسوقه للتدخل في شؤون الدول سواء بحروب ام بفرض عقوبات اقتصادية وهذا أكده البيت الابيض مؤخرا حيث اعلن عن استراتيجية جديدة لمكافحة الإرهاب، وذلك في خطوة تعتبر كإعادة صياغة للاستراتيجية السابقة التي وضعت في عهد الرئيس باراك أوباما عام 2011.‏

الاستراتيجية الجديدة التي تم الإعلان عنها في 4 تشرين الأول، جاءت على لسان المستشار الأمريكي للرئيس الأمريكي جون بولتون، والذي أوضح رؤية الإدارة الأمريكية حول التعاطي مع «التهديدات الإرهابية» سواء داخل أمريكا أم خارجها، تبدو كثيرة هي المشتركات بين الصيغة السابقة والصيغة الجديدة للاستراتيجية الأمريكية لمكافحة الارهاب، إذا تنص كلتا الصيغتين حسب اكاذيبهم على تجفيف منابع الإرهاب المالية والحيلولة دون وصول الإرهابيين إلى الأسلحة الكيميائية أو البيولوجية أو النووية المشعة على الرغم من ان واشنطن هي من تحمي الارهابيين وتزودهم بالاسلحة الكيميائية وتدعي بكل فجور انها تحاربهم.‏

والجدير بالذكر ايضا هو التناقض الذي بدا واضحاً بين ما تضمنه إعلان الاستراتيجية الأمريكية الجديدة لمكافحة الإرهاب، وبين الشعارات التي أطلقها ترامب في حملته الانتخابية والتي انتقد فيها التكلفة العالية المترتبة على حروب أمريكا في منطقة غرب آسيا تحت شعارات «مكافحة الإرهاب»، الأمر الذي يؤكد ان امريكا تريد من إعلان الاستراتيجية الجديدة لمكافحة الإرهاب أن تتخذها ذريعة لتبرير التدخل الأمريكي في غرب آسيا، خاصة بعد انكسار وانهيار» داعش» شماعة عدوانها في سورية والعراق، ويرى مراقبون إن تعزيز الوجود العسكري الأمريكي الاحتلالي بعد انهيار داعش هو هدف أساسي لأمريكا حاليا.‏

وفقاً للاستراتيجية الأمريكية الجديدة لمكافحة الإرهاب، فإن حكومة ترامب تزعم انها ستكمل نهج سلفه أوباما في محاربة داعش، وستبقي على انتشار القوات الأمريكية المحتلة في كل من العراق وسورية وأفغانستان وغرب إفريقيا.‏

لا يشوبنا شك في دور أمريكا بالحرب المعلنة على سورية واللعبة القذرة التي تمسك بخيوطها ولا برعايتها لادوات الشر والموت المفخخ الذين زرعتهم على المساحة السورية، وما يؤكد هذا أن أمريكا تحتفظ اليوم بحوالي 2000 جندي أمريكي محتل في سورية تحت ذريعة محاربة داعش، في حين أنه بعد اندحار داعش في اغلب الجغرافيا السورية على ايدي ابطال الجيش العربي السوري وحلفائه ، بقي ارهابيو داعش موجودين في قاعدة ارهاب امريكا في التنف وفي منطقة عملياتها التخريبية، وسط براهين فضحت التعاون المستمر والدائم بين القوات الأمريكية وقوات التنظيم الإرهابي، وهذا ما دعا إيران وروسيا والصين والباكستان لعقد اجتماعات عدة خلال الشهور الماضية لمناقشة النيات الأمريكية لنقل عناصر التنظيم الإرهابي من سورية إلى مناطق أخرى كآسيا الوسطى أو جنوب آسيا، لذلك فإن إعلان الاستراتيجية الأمريكية الجديدة لمكافحة الإرهاب من قبل البيت الأبيض في ظل الانتقادات للوجود العسكري الأمريكي غير الشرعي على الأراضي السورية، هو نوع من الهروب إلى الأمام وتوجيه بوصلة الاطماع الامريكية، ليقينها التام بخساراتها المنتظرة في سورية ،الى مناطق ودول اخرى في العالم.‏
الثورة – رصد وتحليل
التاريخ: الجمعة 12-10-2018
رقم العدد : 16809

آخر الأخبار
مياه "عوج" تدخل عصر الطاقة الشمسية وتروي الآلاف الكردي وجليلاتي جديدا سلّة الكرامة "سيريا بيلد" الدولي للبناء في 26 الجاري حريق حبنمرة بحمص يحوّل ١٠٠ هكتار إلى يبابٍ أسودَ 7 مليارات  ليرة.. ديون على فلاحي دير الزور.. معاناة في ظل عجز السداد بيانٌ أمميٌ في مجلس حقوق الإنسان يرحّب بجهود سوريا ويشدّد على العدالة الانتقالية السعودية وقطر توقعان اتفاق دعم جديد لسوريا بقيمة 89 مليون دولار سوريا على منبر العالم.. خطاب الرئيس الشرع يعيد دمشق إلى قلب المشهد الدولي "حفاظ النصر " تكرم 2200 حافظ وحافظة للقرآن الكريم في درعا الشرع أمام الدورة الـ 80 للجمعية العامة: سوريا تعيد بناء نفسها وتبني فصلاً جديداً عنوانه السلام والا... الرئيس الشرع أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: انتصار الحق وولادة الدولة السورية الجديدة  كلمة الشرع أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.. صياغة ملامح «العقد السوري الجديد»  مدير مؤسسة الوحدة للصحافة: الرئيس الشرع خطف الإعجاب قبل الخطاب بعد نحو ستين عاماً.. سوريا تعيد بناء دورها في الأمم المتحدة في خمس دقائق لخص الرئيس الشرع حكاية سوريا سوريا ترسم طريق النهوض والبناء مواطنون: الرئيس الشرع أوجز بتقنية الخطاب فن الرسائل بأبعادها من إدلب إلى نيويورك.. الرئيس  الشرع وصياغة نسخة جديدة من الإسلام السياسي الوطني إزالة السواتر تعيد حياة إدلب الاقتصادية والزراعية التحول نحو السوق الابيض.. تعزيز الشفافية والنزاهة بالاقتصاد