ثماني سنوات من ارهاب اجرامي عصف بالسوريين كانت كفيلة لتظهر وجه أميركا الحقيقي في كل ما تقدمه وتفعله من جرائم يومية بحق المدنيين سواء بطريقة مباشرة أم غير مباشرة،
تارة عبر الارهاب الذي زرعته داخل سورية وتارة اخرى عبر تحالفها الذي أسسته تحت مزاعم وأكاذيب مختلفة.
الوحشية فاضت من الجعب.. فلم يعد بالإمكان التغافل عنها والتعامي عما يقترفه تحالف واشنطن الارهابي وأذنابه من المنظمات الارهابية من إجرام وفظائع بحق المدنيين السوريين في مناطق عديدة على الجغرافيا السورية خاصة في المناطق التي يدعي فيها هذا التحالف الارهابي الدموي انه يحارب «داعش» صنيعة مختبرات الارهاب الامريكي.
إلى الشرق من الفرات هناك حيث توجد مناطق ما زالت جراحها تنزف بغزارة في ظل التعاطي الوحشي للتحالف الاميركي الذي يواصل قصف المدن والمناطق وتوجيه الضربات الوحشية للحجر والشجر والبشر من دون اي استثناء.
منظمة العفو الدولية يوم أمس، أعلنت أن الضربات الجوية التي شنها التحالف بقيادة الولايات المتحدة دمرت أجزاء كبيرة من مدينة الرقة السورية لكن التحالف لم يبذل جهودا تذكر لمساعدة المدينة على التعافي، ما يعني بحسب مراقبين أنها تحاول اخفاء ما اقترفت يداها.
الحديث يطول عن معاناة تلك المدن، فالدمار الذي حصل هناك جاء نتيجة لأطماع أميركا في سورية وفي المنطقة المذكورة على وجه الخصوص.. وموسكو أعلنت عن ذلك على لسان وزير خارجيتها، سيرغي لافروف الذي أكد أن الولايات المتحدة بواسطة حلفائها تحاول استخدام أراضي شرق الفرات لإنشاء كيان شبه دولة.
ومنذ بدء تدخله غير المشروع بهدف دعم المجموعات الارهابية المسلحة في سورية بتاريخ 23 أيلول 2014 لا يزال ما يسمى «التحالف الدولي»، الذي تقوده الولايات المتحدة الاميركية يواصل ارتكاب المجازر بحق المدنيين الأبرياء من المدنيين عبر الغارات الجوية التي يقوم بها بشكل يومي وخاصة في محافظات الرقة والحسكة وحلب ودير الزور وذلك بطريقة منهجية ومستمرة ونمطية حتى وصل به الاجرام الى استخدام الاسلحة المحرمة دولياً كالفوسفور الابيض والنابالم والتي كان آخرها قصفه يوم أمس مدينة هجين بريف دير الزور بالقنابل الفوسفور الحارقة.. وقد طالبت سورية مراراً وتكراراً المجتمع الدولي ومجلس الامن للتحرك الفوري بإيقاف تلك الجرائم لكن من دون جدوى.
بعض المنظمات الدولية تحاول من باب رفع العتب إظهار حقيقة المدن المدمرة هناك والمعاناة التي يعانيها القاطنون فيها لكن دون تحريك ساكن.. في تاريخ 42-8-2017 قالت منظمة العفو الدولية، في تحذير أن المدنيين في مدينة الرقة السورية يتعرضون لنيران القذائف من جميع الجهات، مشيرة إلى أنهم عالقون تحت وابل نيران القتال بين ما يسمى قوات سورية الديمقراطية «قسد» وبين تنظيم «داعش».. واللافت في الامر أن الطرفين مدعومان من قبل أميركا.
وحتى قبل بدء حملة «التحالف» على الرقة، فشل «التحالف» في اتخاذ كل الإجراءات الوقائية الممكنة من أجل حماية المدنيين والأعيان المدنية عندما شن عدوانا جويا على المنصورة، أدى إلى استشهاد 150 مدنياً سورياً هربوا من جرائم التنظيمات الارهابية في مدنهم وبلداتهم، من بينهم نساء وأطفال.
وبحسب المعطيات فإن اعتداءات «التحالف» ساهمت في نشر الفوضى والقتل والدمار والخراب التي ترقى الى جرائم حرب، لتتكامل أهداف «التحالف» مع أهداف التنظيمات الإرهابية في زعزعة الأمن والاستقرار وتدمير مقدرات سورية وإطالة أمد الأزمة فيها خدمة لإسرائيل ومخططاتها.
ومدينة الرقة على وجه الخصوص شاهد حي على إجرام واشنطن وتحالفها الممنهج، والمدنيون دفعوا فاتورة باهظة التكلفة بأرواحهم ومنازلهم وأرزاقهم وكله تحت عناوين محاربة تنظيم داعش الإرهابي الذي حولته واشنطن وتحالفها الى مسرح يطغى عليه لون الدم والقتل المنظم والمتعمد.
التاريخ: الأحد 14-10-2018
المصدر: وكالات – الثورة
الرقم: 16810