موسكو تدعو لإجراء تحقيق دولي ومحاسبة واشنطن.. «التحالف الأميركي» يتمادى بإرهابه ويقصف بلدة هجين في دير الزور بالفوسفور الأبيض
منذ أن بدأ التحالف الأميركي غير المشروع اعتداءاته الصارخة على الأراضي السورية تحت حجة استهداف داعش، لم يمر أسبوع
إلا وارتكبت فيه طائرات التحالف أكثر من جريمة بحق المدنيين، ودمر ممتلكاتهم ومنازلهم، حتى إنه سبق له ودمر مدينة الرقة بالكامل.
ولا تزال طائرات «التحالف الأميركي» تواصل سلسلة اعتداءاتها على المدنيين بريف دير الزور وارتكاب المجازر بحقهم، حيث وثقت على مدى الأشهر الماضية عدة مجازر في سجله الحافل بالعدوان على السوريين من استهداف الأحياء السكنية والمدارس والمباني الحكومية التي يلجأ إليها الأهالي للاحتماء من إرهاب داعش ومن اعتداءات طيران التحالف.
واستمراراً لجرائمه بحق السوريين، واصل طيران «التحالف الدولي» عدوانه على الأراضي السورية تحت ذريعة محاربة إرهابيي داعش حيث قصف خلال الساعات الأخيرة بأسلحة محرمة دولياً بلدة هجين في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي.
وذكرت مصادر أهلية لـ سانا أن «التحالف» الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية قصف عدة مناطق في مدينة هجين شرق مدينة دير الزور بنحو 110 كم بقنابل الفوسفور الأبيض المحرمة دولياً، من دون أن تتحدث عن وقوع ضحايا بين المدنيين.
ونشر نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لغارات «التحالف الدولي» على مدينة هجين تظهر استخدام قنابل الفوسفور.
وكانت مقاتلتان تابعتان للطيران الأمريكي نفذتا في الـ 8 من الشهر الماضي غارات على بلدة هجين باستخدام ذخائر فوسفورية مشتعلة وفق بيان لوزارة الدفاع الروسية.
وسبق «للتحالف» أن أقر باستخدامه قنابل «الفوسفور الأبيض» في غاراته على مدينة الرقة في حزيران من العام الماضي بذريعة ما سماه «التعيين والإخفاء» حيث أسفرت الغارات آنذاك عن استشهاد وإصابة عشرات المدنيين ووقوع دمار كبير في المنازل.
أدلة كثيرة لا تكاد تعد على تحالف واشنطن مع التنظيمات الإرهابية في سورية وما زالت الولايات المتحدة تدعم تنظيم داعش الإرهابي وغيره من التنظيمات التكفيرية مطلقة شتى الاكاذيب والحجج لتبرر وجود قواتها وتحالفها غير الشرعي أمام الرأي العام الامريكي والعالمي.
وفي هذا السياق طالب نائب رئيس لجنة شؤون الدفاع في مجلس الدوما الروسي يوري شفيتكين بفتح تحقيق أممي يتعلق بقصف طيران «التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن بحجة محاربة إرهابيي داعش مناطق في ريف دير الزور بأسلحة محرمة دولياً.
وقال شفيتكين لوكالة سبوتنيك الروسية أمس: يجب على الفور إرسال طلب مناسب إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لإجراء تحقيق رسمي حول هذا القصف وإحالة الأمر إلى مجلس الأمن الدولي.
وأضاف شفيتكين: إن هذا العمل انتهاك صارخ لحقوق مواطني الجمهورية العربية السورية ويجب بحث مثل هذه الأفعال في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ومن ثم في الجمعية العامة للأمم المتحدة لأن هذه الأفعال تهدد ضمان الاستقرار والأمن بشكل عام في العالم.
من جانبه قال نائب رئيس لجنة مجلس الاتحاد الروسي لشؤون الدفاع والأمن، ألكسي كوندراتييف، إن القانون الدولي يحظر استخدام الفسفور الأبيض، وإذا تأكد أن التحالف الدولي استخدمه في سورية، فإنه يجب محاسبة الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال كوندراتييف لوكالة «سبوتنيك» إن القانون الدولي يحظر استخدام الفوسفور الأبيض خاصة في المناطق التي قد يعاني فيها مدنيون، وإذا تأكدت صحة هذه المعلومات فيجب تحميل الولايات المتحدة المسؤولية عن هذا.
وشدد السناتور على أن ما حدث يتطلب إجراء تحقيق دولي.
كما أعرب رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشوف عن عزم موسكو طرح مسألة استخدام قنابل الفوسفور الأبيض المحرمة دوليا من قبل تحالف واشنطن في سورية أمام الهيئات الدولية.
ولفت كوساتشوف إلى أن موسكو تنتظر المعطيات الجديدة وستطرح طبعا مسألة التحقيق في ذلك أمام الهيئات الدولية لأنه من المعروف بالطبع أن ما يسمى اصحاب الخوذ البيضاء لن يقوموا بأي تحقيق موضوعي لأنهم لن يحصلوا على أوامر كهذه أبدا.
وأكد كوساتشوف أن استخدام الفوسفور الأبيض محظور بموجب البروتوكول الاضافي الذي اقر عام 1977 لمعاهدة جنيف حول الدفاع عن ضحايا الحرب لعام 1949.
وفي سياق مواز، كانت منظمة العفو الدولية قد أعلنت أول أمس، أن الضربات الجوية التي شنها التحالف بقيادة الولايات المتحدة دمرت أجزاء كبيرة من مدينة الرقة لكن التحالف لم يبذل جهودا تذكر لمساعدة المدينة على التعافي.
وقالت أنيا نايستات مديرة قسم الأبحاث الدولية في المنظمة إن الأنقاض تغطي 80% من المدينة بعد مرور قرابة عام على تدميرها وإن آلاف الجثث ما زالت مدفونة تحت الركام بينما تقترب الأموال المخصصة لانتشالها من النفاد، وفقا لوكالة «رويترز».
وقالت في مؤتمر صحفي في بيروت بعد زيارة الرقة إنه لأمر صادم تماما كيف لم ينجز أي شيء يذكر بالفعل في الرقة خلال العام المنصرم لإعادة الحياة إلى المدينة.
سانا – وكالات – الثورة
التاريخ: الأحد 14-10-2018
الرقم: 16810