لازلتُ يا جدّي أضيقُ وأجهلُ
ماذا تطورَ في القريضِ وأسألُ
وأردُّ عنكَ السهمَ حينَ تأهبتْ
عجلى مُرزأةً تحنُّ وتُعولُ
لازالَ شعركَ في الفضاءِ ملألئاً
وشويعرٍ من حولنا يتصْلصلُ
كلُّ التطورِ والمسافةُ خُربتْ
ودخيلنا متشبثٌ لا يجفلُ
وأرى جيوشكَ مرهقاتٍ بيننا
وبيادرُ الأصحابِ بعدكَ قُحّلُ
فاءتْ ذئابٌ وارعوتْ جوعانةً
واستعمرتْ بينَ المضاربِ نُزّلُ
حتى طويتُ على الحوايا غصتي
وأتى أزلٌ للزرايا يكمّلُ
متقدمٌ حتى رأيتُ جماعتي
في موقفينِ على خنىً تتقلقلُ
خرقٌ على ملهى الحدودِ يُديرني
مهيافُ.. والنوقُ الحزينةُ بُهْلُ
تلكَ النمورُ على براعةِ حظِها
مُدهونةٌ في حالها تسترسلُ
نسيتْ مواقعَ عزتي وحِدودها
إنّ المزيفَ في المتاهةِ يُذهلُ
لا تعتبنَّ إذا غصصتُ بضحكتي
أكهى على هذا المدارِ مُوكلُ
والصقرُ مطعونٌ بأفضلِ جُنحهِ
وأمامهُ عسّيفُ قومٍ هوْجلُ
كمْ جيألٍ عرفاءَ تأكلُ بعْضها
ومكانَها عنْ أُمتي متفضلُ
استقصدتْ كلُ الدوابِ مشيئتي
لا تسألنَّ لأنها لا تخذلُ
متورطونَ أقاربي بخيانة
وعلى هدى أحلامنا تستفحلُ
ما قيلَ ضربٌ بادعاءٍ باطلٍ
إن الرجالَ على طريقكَ تُقتلُ
هل تثأرنَّ إذا قرأتَ قصيدتي
وأنا إلى ثأرٍ شديدٍ أميلُ
صارَ القرى والنزفُ أهونَ حالةٍ
والعارُ مشربُ للرجالِ ومأكلُ
فمشيتُ أستبقُ القرادَ إلى وغىً
إن المنافذَ للقرادِ تُؤهلُ
هذا زمانٌ للقرادِ ومثِلهِ
والصقرُ عن قممِ (المغارةِ) يرحلُ
وخديعةٌ مصحوبةٌ بخديعةٍ
والحرُّ في هذا التقاربِ أعزلُ
وأدوسُ فوقَ الصخرِ.. حين أدوسهُ
طارتْ عليهِ قادحٌ ومُفللُ
حتى أردَّ الغزوَ عنْ أوهامهِ
فرأيتُ آلافَ الأقاربِ تَقْبَلُ
أعددتُ معركةً وثمةَ شاعرٌ
مثلي إذا عرضَ العدا يستبسلُ
لازلتَ مثلكَ ما وجدتُ تطوراً
وأقلُّ مَسخٍ في المرابعِ يَفعلُ
خلفَ الغواني خالفٍ متغزلٍ
في كلِّ نازلةٍ بنا يتكحلُ
وإذا دعتهُ وقعةٌ ومصيبةٌ
عن فاعلٍ في أرضهِ يستفعلُ
ويشقُ أمتعةَ الخليلِ جَميعَها
وإلى شريكٍ بالمنى يتبذلُ
عوراتُ أعدائي وراءَ ظُهورِهم
متأهلينَ على التطورِ مُثّلُ
هذا عيارٌ نصفهُ خبأتُه
وعيارُ ما يجري بقومي أثقلُ
حتى إذا سقطَ النصيفُ برجفةٍ
سترى التطورَ بالخديعةِ يحبلُ
هل كنتَ تعرفُ أنّ عصري سيءٌ
ففجعتُ فيما لا يَرى مُتخيلُ
إن كان هذا بعدَ عصركَ قائماً
ماذا يقالُ إذا أتى المستقبلُ
محمد خالد الخضر