المعطيات الأولية المتعلقة بإنتاج الحمضيات للموسم الحالي تشير إلى أن الجهات الحكومية ذات العلاقة لم تتخذ الإجراءات اللازمة حتى الآن لدعم الفلاحين المنتجين، وتؤكّد أن تحركاتنا الجادة والعملية لا تأتي إلا بعد فوات الأوان كالعادة!
ففي بداية كل موسم زراعي تكون أسعار مبيع إنتاجه مرتفعة بينما كان الأمر عكس ذلك في الحمضيات لهذا الموسم بدليل أن متوسط سعر الكيلو غرام الواحد بعد عشرة أيام من بدء تسويق صنفي الحامض والساتزوما والأبو صرة الباكوري لا يتجاوز خمسين بالمئة من أسعار نفس الفترة من الموسم الماضي.. ويعود ذلك لعدة أسباب أبرزها غياب أي خطة للتسويق الداخلي، وعدم تقديم أي دعم مالي حتى الآن لمؤسسة السورية للتجارة من أجل التدخل والبدء بالتسويق من الفلاحين بأسعار تغطي التكلفة، وأيضاً عدم نجاح مصدرينا في إحداث خرق حقيقي في الأسواق الروسية وغيرها من الأسواق تحت حجج مختلفة لا مجال للتفصيل فيها الآن!
والسؤال الذي يفرض نفسه في ضوء ما تقدم وفي ضوء خوف الفلاحين من تركهم للسوق ومبدأ العرض والطلب الذي سيلحق بهم أضراراً جسيمة وخسائر فادحة.. متى ستتحرك الحكومة لإنقاذ الموقف والموسم الحالي؟ ومتى ستضع برنامجاً محدداً لتنفيذ قرارات اجتماعها النوعي الذي عقدته في أيلول 2016 بخصوص الحمضيات؟ ومتى ستباشر بمشروع معمل عصير الحمضيات باللاذقية -الذي وضعت له حجر الأساس منذ ثلاث سنوات بالتمام والكمال -أم أنها لن تباشر؟
نترك الإجابة للمعنيين في الحكومة ونقول إن إنقاذ إنتاج الموسم الحالي وزراعة الحمضيات بشكل عام يتطلب سرعة التحرّك من قبل الجهات المعنية، ومعالجة الأسباب التي ذكرناها في هذه الزاوية، والعمل لفتح المعابر الحدودية مع العراق، وتشكيل غرفة عمليات مركزية وغرف فرعية لمتابعة تنفيذ القرارات المتخذة أولاً بأول.. وكل ما عدا ذلك لن يؤدي إلى الإنقاذ المنتظر وسيؤدي إلى المزيد من الانعكاسات السلبية التي تهدد بقاء هذه الزراعة الاستراتيجية للفلاحين وعشرات آلاف الأسر المستفيدة منها والرئيسية للزراعة السورية واقتصادنا الوطني بشكل عام.
المؤلف: هيثم يحيى محمد
التاريخ: الخميس 25-10-2018
الرقم: 16819