مع أن النشاطات والجهود التي تبذلها الدول الشريكة لسورية في محاربة الإرهاب لن تتأثر بتصريحات وتمنيات الدول الداعمة للفكر المتطرف، لأن برنامج وقف المعارك واستئنافها يُنفّذ بحذافيره، وكما تشتهي الرياح السورية، لكن غالباً ما يتخلل تلك الجهود بعض الاعترافات بهدف التشويش على مجريات الحرب وخطط المواجهة لكن دون جدوى.
نظام بني سعود يمثل تلك الدول وينطق بلسانها، ولاسيما أنه الممول الرئيسي لعدوانها، ويدفع تلك الأموال فقط، دون معرفته بباقي التفاصيل والمراحل التي وصلت إليها تلك الحرب التي استنزفت خزينته وأموال شعبه، وما تأكيده بأنه مازال يخصص مئة مليون دولار لتمويل عصاباته التكفيرية في سورية إلا دليل على مضيه في دعم الإرهاب، وعدم رغبته في التراجع عما أملاه عليه ضميره الغائب منذ بدئه حروب الوكالة على دول المنطقة خدمة للمصلحة الصهيو أميركية.
اعتراف النظام السعودي للمبعوث الروسي بـ»كرمه» المشبوه، يهدف أولاً وبتلميح مباشر للتنغيص على الجهود الرامية لتخليص سورية من الإرهاب، وإيصال رسالة مفادها بأن أقطاب منظومة العدوان مستمرة بالعمل على الجبهة الأخرى مهما طال أمد تلك الحرب، دون الأخذ بعين الاعتبار أن النظام المذكور ومهما دفع من أموال لن يحقق أكثر مما حققه طوال السنوات المنصرمة الماضية، والدليل تقهقر عصاباته وانسحابها مكرهة من المناطق التي كانت تتواجد فيها وهي في أوج قوتها وامتلاكها العوامل المساعدة، فكيف عندما فقدت الأرض، وسلمت السلاح الذي كانت تتباهى وتتبختر فيه؟!
واقع الأمر تغير كثيراً، وباتت مساعي النظام السعودي من المنسيات، واليوم تدخل الحرب مرحلة مهمة ومختلفة تماماً، سوف تجبر كل من كان له دور سلبي فيها على البحث عن باب لتفعيل وإعادة العلاقات مع سورية، وإيجاد طريقة للمصالحة وفتح القنوات الدبلوماسية التي ساهم بنو سعود وغيرهم في إغلاقها، ولاسيما أن الأطراف الغربية التي تحكمت في القرار السعودي خلال الفترة المنصرمة تصل رسائلها بالجملة من أجل التطبيع.
ما تفعله السعودية وغيرها من أنظمة الأعراب والعمالة، يدفع بالعصابات والأدوات للتمادي في مواقفها الرافضة، وإدارة ظهرها للاتفاقات الدولية الهادفة لوضع حد للأزمة، كما أنها تشكّل دافعاً لباقي الفصائل على اختلاف ولائها للإمعان في إرهابها.
حسين صقر
التصنيف: حدث وتعليق
التاريخ: الخميس 25-10-2018
الرقم: 16819