الزيارة الأخيرة التي يقوم بها ستيفان دي مستورا إلى دمشق قبل أن ينهي مهمته ويتقاعد كمبعوث خاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية غير مأسوف عليه وعلى مهمته التي أمضاها بعيداً من الحق والحيادية،
وبعيداً من الحقيقة والتفكير في الاقتراب من الواقع، كما أنه لم يرَ خلال مهمته كلها غير القرارات والتوجيهات الأميركية، ولم يعمل بغير تعليمات الإدارة الأميركية وهي المخطط الأساس والمحرك للعدوان الاستعماري الغربي على سورية، وهي المدير الأكبر المجموعات الإرهابية والموظف لها وفق الأجندة الصهيونية.
واليوم إذ يرحل دي مستورا بمهمته الفاشلة ورحلته الأخيرة فإنه قد بذل كل ما يستطيع لتقديم روايات تحافظ على الوجود الإرهابي وتقدم صورة كاذبة عن المجموعات المسلحة فصلاً عن استخدام وترويج مصطلحات لم يشهدها التاريخ السياسي أبداً، ولكنه رغم كل الدعم والتمويل وامتلاك ماكينة إعلامية كبيرة داعمة لم يستطع أن يحقق الهدف المطلوب منه، مسجلاً الفشل وهو يلملم أوراقه الأخيرة قبل أن يلقي بها في إحاطته المنتظرة أمام مجلس الأمن في تشرين الثاني القادم ليقدم آخر ما تتفتق عنها أكاذيبه التي لم يدخر واحدة منها إلا واستخدمها.
محاولته الأخيرة تنصب على تشكيل لجنة مناقشة الدستور وفق رؤيته التخريبية، وهي خطة لم تنجح داخل مؤتمر الحوار الوطني السوري- السوري في سوتشي نهاية كانون الثاني الماضي، كما أنه لم يستطع فرضها على مدى عام تقريباً قدم تصورات شكلية وبنيوية لم يكن الشعب السوري موضع تركيزها أبداً، وها هو اليوم يلقى الجواب نفسه، فالدستور السوري شأن وطني يرتبط بالسيادة الوطنية، ولا يمكن لأي قوة خارجية أن تفرض مادة أو فقرة لا يريدها السوريون. هذا هو مربط الفرس، وهذا هو بيت القصيد، فالشعب الذي احتمل ويلات العدوان الإرهابي وانتصر عليه في المعارك المباشرة، لا يمكن أن يسمح بفرض شروط سياسية من خلال التفاوض أو الحوار، وهذا القول الفصل.
مصطفى المقداد
التاريخ: الخميس 25-10-2018
الرقم: 16819