متى توقفنا عن رفضه.. او حتى التفكير برفضه ومقاومته ولو في الخفاء.. معناه انتهى الامر..!
لقد نجحوا في امتصاص وعي مغاير, رافض لتشويههم..
قبل بضع سنوات حين بدؤوا في ضخ كثيف لبرامج (تلفزيون الواقع, برامج مستنسخة, أفلام عنف, ورعب وأكشن..) وابتعدوا عن كل ماله علاقة بتنشيط الذهنية الذكية, المتسامحة, المنفتحة على الآخر, المتعايشة مع مختلف الانماط الاجتماعية بغض النظر عن العنصرية المقيتة او النظرة الانتمائية الضيقة..!
اصرارهم كان لافتا على تصعيد الخطاب الطائفي المدمر, وإعطائه الاولوية في غالبية البرامج, غالبا بشكل مباشر, أي انهم لم يعمدوا إلى إخفاء او التستر على نواياهم, كانت واضحة, ولكنهم كمن كان ضامنا لوجود أتباع, اشتغلوا عليهم طيلة سنوات عديدة..
تحريض وتشويه, وتضليل.. وضخ نعتقده عشوائيا, ولكنه في غاية المنهجية, يختار أوقات الذروة, لتصعيد لهجته, وإغراق العالم العربي في المزيد من الدمار, يتبنى شخصيات ويعمد على تسليط الضوء عليها, قبل ان تبدأ بتنفيذ خططه, ويضعها بذكاء في دائرة النجومية, ويتبناها على انها من صناع الرأي, إلى أن يحين أوان بدء ضخها وسمومها على الملأ..
موجات البث التي تحمل شتى انواع البرامج والتحليلات والآراء…باتت طرقها مكشوفة, وأساليبها في التخريب والتدمير معروفة, ورغم ذلك تتابع اداء مهامها التخريبية بنجاح منتقلة بين بلد وآخر..
حتى انها لاتجدد في الاساليب, تسير على النمط ذاته, مع تنويعات تخريبية نابعة من طبيعة وظروف كل بلد عربي, ان لم تجد النغمة الطائفية في هذا البلد, تلجأ الى القبلية والعشائرية..
تضليل تلك القنوات واحتيالها مكشوف, هي لاتتمتع بمهارات وتقنيات فريدة, ولا حتى تفكر يتحديثها, تسير على النمط ذاته, و لكن المشكلة لدينا.. بدلا من إيجاد وسائل تقيد خطورتها, نحن بكل هذا التفلت والاستسلام, والتعايش مع هديرها المتواصل, نجعل تضليلها مجديا, وننجّح مهامها في غسيل العقول, وصناعة اتجاهات رأي عام تلائم تخريبها..!
كبسة زر
سعاد زاهر
التاريخ: الثلاثاء 6-11-2018
رقم العدد : 16829