حرب عقوبات على إيران أعاد الأميركي تكرار ضجيجها على الساحة الدولية، مع بدء واشنطن بفرض حزمة ثانية من تلك العقوبات الاقتصادية على طهران.
إنها محاولة أميركية لشيطنة المنطقة بشكل عام وبشكل أكبر وبحجم أوسع مما هي عليه الآن، ولتقويض استقرارها عبر سياسة الشيطنة تلك وبأي وسيلة كانت، وخاصة أن المنطقة ملتهبة بمجموعة من الحروب الإرهابية التي افتعلتها الإدارات الأميركية لتثبيت جذورها العدائية فيها، وما يجري من حرب على سورية الجزء الأهم منها.
فالحرب على إيران تتعداها إلى كل البلدان والدول التي ترفض سياسة الهيمنة الصهيوأميركية التدميرية، والعقوبات التي تفرضها أميركا والغرب على سورية جزء من تلك الحرب، وهي تأتي مع فشل أميركي وخسارات متلاحقة لمشروعه بالإمساك بكل خيوط المنطقة عبر حروب الإرهاب وحماية مرتزقته، لتماسك المقاومة واشتداد صلابتها واتساع دائرة محورها وخرائطها الدولية والتي ترفض الإملاءات ونهج»حاضر أمرك مطاع» كما في مشيخات التطبيع ومستوطنات النفط الأعرابية.
فعصا العزلة والحصار والإمساك به من المنتصف ولّى زمنها الأميركي، وإن حاول إعادة تموضعه وتكرار حلقات مسلسله الإجرامي، وذلك مع إيجاد حلول جديدة للالتفاف عبر صيغ التحالفات المتشكلة في وجه عصا أخذت بالتآكل، حيث لا رجوع للوراء ولا استسلام أو استكانة تحول دون إكمال مسيرة النهوض- التي تخاف أميركا استمرارها وارتفاع مستواها-، فالإرادات أشاحت بوجهها عن شطر البيت الأبيض واستبدلته وهو ما يزعج مسؤوليه ويدفعهم لمزيد من رفع لغة العدائية وتصعيد لهجتها.
أميركا تصعد بالعقوبات لإنقاذ عزلتها ووجهها المراق على عتبات المنطقة والهروب للأمام، بعد احتراق أوراق كثيرة مهمة عولت عليها مسبقاً، لذا نراها تحارب بآخر ما تبقى لديها من أوراق قبل إسقاطها كلياً، يأتي هذا فيما تتنبأ «العرافة الاقتصادية « بأن مصير «الأخضر» على كف العفريت يقترب من العد العكسي للوقوع في هاوية سياسة بلاده- تمسكه كسلاح في وجه الشعوب- وهو ما تخشى أميركا منه كفشل مضاف.
التصعيد والعقوبات كوجه أميركي إرهابي أسود للاستثمار والاستغلال لا يكسران إرادة الشعوب، بل يدفعان للتحدي كطريق للانتصار على العدو وهو ما تثبته سورية مع انتصاراتها على الإرهاب الأميركي، كما أنجزته إيران بعد ثورتها وما تستكمله أيضاً.
فاتن حسن عادله
التاريخ: الثلاثاء 6-11-2018
الرقم: 16829